كان الطبيب الألمانى «تيودور بلهارس» وصل إلى القاهرة في 1850، وبعد عام اكتشف أن كثيرا من المصريين مصابون بمرض لايعرف أحد كنهه ويستنزف قواهم فواصل بحثه للوصول إلى أسبابه. وفي 28 يناير 1851، وفيما كان يشرح بعض جثث المصريين اكتشف وجود دودة من النوع الماص يبلغ طولها سنتيمتراً واحداً، وقد وجدها في الدم والكبد والمثانة وفي مواضع أخرى من الجسد، وسميت هذه الدودة فيما بعد «بلهارسيا». والسيرة الذاتية لمكتشفها تشير إلى أنه ولد في «سيجمارنجن» بألمانيا في 23 مارس 1825، وأتم دراسته الجامعية في الفلسفة والآثار القديمة في فرايبورج في 1845، ثم درس الطب في «توبنجين» وتخرج فيها عام 1850، وفي العام نفسه أقنعه أستاذه «فيلهلم جريزنجر» بالسفر معه إلى مصر للعمل كمساعد معه، فاستجاب للدعوة. وكان «بلهارس» قد ظل يعمل في مصر حتى أصبح كبير الأطباء بالعديد من مستشفيات القاهرة. كما ألقى محاضرات في مدرسة الطب في القاهرة، وأصبح أستاذاً للتشريح، وطابت له الإقامة في مصر وتواصل مع مصر والمصريين وأتقن اللهجة المصرية كما عنى بدراسة الآثار المصرية والدراسات الإسلامية، وحين كان يرافق الأمير هرتسوج إرنست فون كوبورج جوثا في زيارته لمصر والحبشة أصيب «بلهارس» بمرض التيفوس بالعدوى من إحدى المريضات اللائى كان يعالجهن في الحبشة. وتوفي بعدها بأسبوع في القاهرة «زي النهاردة» في 9 مايو 1862 عن 38 سنة ليخلد المصريون ذكراه في معهد يحمل اسمه، وظل اسمه حاضرا في ذاكرة المصريين الذين خلدوا ذكراه بمعهد يحمل اسمه.