ولد صلاح جاهين، شاعر الثورة وفيلسوف الفقراء، في 25 ديسمبر 1930 في شارع جميل باشا في شبرا، وكان والده هو المستشار بهجت حلمى يعمل في السلك القضائي. وصفه فرانسوا باسيلي، المصرى المقيم في نيويورك، بأن «شاعر الثورة وفيلسوف الفقراء»، ووثّق ل«جاهين» ضمن كوكبة من المبدعين، الذين عاصروه في صنع سيمفونية الثقافة والفنون والفكر التحرري في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين ومنهم صلاح عبدالصبور، وحجازي الذي قال عن جاهين: «إنه كان الأكثر نشاطا ومرحا وحضورا، وكان صوت مصر وصوت الجماعة في الواقع وفي الحلم معا». ويقول «باسيلى» إن «جاهين كان معبرا عن أحلام رجل الشارع، دون أن يتخلى عن عمق إنسانى فلسفي بالغ التأثير وإنه قام بتشكيل الذائقة الوجدانية لجيل الثورة بأكمله، شعراء وفقراء وبسطاء وعمالا وفلاحين وموظفين وعاشقين وحالمين، واستطاع أن يترجم مشاعر وأحلام وأفراح ملايين المصريين إلى كلمات حية متوثبة». حصل «جاهين» على دراسات حرة في الفنون الجميلة، وتخرج في كلية الحقوق وعمل في عدد من المجلات والصحف، رساما للكاريكاتير ومنها روزاليوسف و«صباح الخير»، ثم انتقل إلى جريدة الأهرام وكان جاهين قد ترجم خطاب وطموحات ثورة 23 يوليو 1952 شعرا وحين منيت مصر بنكسة 67 ورحل عبدالناصر أصابه الإحباط والانكسار إلى أن توفي«زي النهاردة» في21 أبريل 1986. مثل صلاح جاهين في أكثر من فيلم أشهرها «المماليك، ولا وقت للحب»، كما كتب سيناريو أفلام «خلى بالك من زوزو، وأميرة حبي أنا، وشفيقة ومتولي، والمتوحشة»، ومما نذكره له من إبداعاته الرائعة في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به مصر ماقاله شعرا يترجم علاقة المصري بوطنه حيث قال: «على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء.. بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب.. وبحبها وهي مرمية جريحة حرب.. بحبها بعنف وبرقةوعلى استحياء.. وأكرهها وألعن أبوهابعشق زى الداء.. وأسيبها وأطفش في درب وتبقى هى ف درب.. وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب».