حوار تاريخي مع مرسي وبديع والعريان

كان الإخوان يدركون أن ترشيح أحد قياداتهم للرئاسة سيضر بالثورة والجماعة معًا، وسيعطي فرصة لمن يجيدون استخدام فزاعة الإسلاميين, لكنهم رشحوا.
كان الإخوان يعرفون أن عدم إشراك القوى السياسية في الحكم سيجعل مقعد رئيسهم الذي وصل إليه ب51% مهددًا من ال49% الآخرين، لكنهم لم يشركوا.
كان الإخوان يعلمون أن عدم مبادرة مرسي بالدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة يعني أن يعود الجيش ليخلعه ويمارس السياسة بوضع اليد، لكنهم لم يبادروا.
دائمًا يعرف الإخوان الشيء السيئ، ودائمًا يفعلونه.
ولأن خير عقاب للإخواني أن تدعه يتكلم، سنجري حوارًا مع الإخوان نطرح عليهم فيه الأسئلة المثارة حاليًا ونسمع إجاباتهم عليها، لنعلم من هم عبيد البيادة حقًّا ومن برر القتل قولاً ومن شارك في القمع فعلاً:
• هل نحن بحاجة إلى ثورة جديدة ضد العسكر؟
- «ما الذي سنحطمه في الثورة الجديدة؟ مؤسسة من مؤسسات مصر سواء كانت وزارة الداخلية أو الدفاع، وماذا سنحرق؟ ممتلكاتنا؟ إذا كانت هناك أخطاء للمجلس العسكري فيجب التقدم بها إلى الجهة القضائية التي تطالب بحقوق الشعب المصري بالأدلة والمستندات، فأنا أرفض أن نجعل المجلس العسكري عدوًّا لنا، ونقوم عليه بثورة كما قمنا على النظام الفاسد المستبد الذي كان عدوًّا لكل أطياف الشعب، وأعضاء المجلس في النهاية بشر يخطئون ويصيبون».
(محمد بديع في حوار مع برنامج الحقيقة على فضائية دريم بتاريخ 20 يناير 2012)
• مارأيك في تفويض الجيش والشرطة لمواجهة العنف والإرهاب؟
- «أصدرت تعليماتي إلى رجال وزارة الداخلية وبكل وضوح بالتعامل بمنتهى الحزم والقوة مع من يعتدي على أمان المواطنين وأرواحهم ومنشآت الدولة والممتلكات العامة والخاصة، مَن يروعون الناس، من يستخدمون السلاح، من يقطعون الطرق، من يقذفون على الآمنين الحجارة، من يحاولون العدوان على أمن وأمان هذا الوطن.. لابد من التعامل معهم بكل حسم وقوة ولا مجال لتردد في ذلك؛ ليعلم الجميع أن مؤسسات الدولة قادرة على حماية الوطن وأبنائه ومؤسساته جميعها».
(محمد مرسي في خطاب بتاريخ 27 يناير 2013)
• ما رأيك في عبدالفتاح السيسي؟
- «الفريق عبدالفتاح السيسي، رئيس المخابرات الحربية، الذي حلف اليمين أمام الرئيس محمد مرسي كوزير للدفاع خلفاً لحسين طنطاوي، يعد أصغر أعضاء المجلس العسكري سناً، كما أن له مواقف تختلف عن باقي أعضاء المجلس الذي ظل ممسكاً بزمام السلطة في البلاد».
(تقرير نشرته بوابة الحرية والعدالة عن السيسي بعد اختياره وزيرًا للدفاع، وحمل التقرير عنوان «وزير دفاع بنكهة الثورة»)
• ما رأيك في محمد إبراهيم؟
- «يجلس على الأرض يستمع بعناية لملازم أول في مشهد ما كنا لنراه في أيام العادلي والمخلوع. هذا هو وزير الداخلية الذي يطالب بإقالته صباحي والبرادعي وجبهة الخراب».
(منشور بتاريخ 29 يناير 2013 على صفحة «ليه أنتخب شخص لما ممكن أنتخب مشروع» التابعة لجماعة الإخوان ونقلته عنها صفحة «وايت بلوك الإسلامية»).
• هل الحل لمواجهة خصومك أن تعتبرهم جماعة إرهابية، وهل من الطبيعي أن تقبض على أحد لارتدائه زيًّا أو رفعه شارة مميزة؟
- «التحقيقات كشفت أن جماعة البلاك بلوك جماعة منظمة تمارس أعمالاً إرهابية يندرج من ينضم إليها من عناصر تحت طائلة العقاب، والنيابة العامة أصدرت أمرًا بضبط وإحضار جميع عناصر البلاك بلوك، ومن ينضم إليها من عناصر أو يشاركها بأى صورة كانت، بما فى ذلك ارتداء زي عناصر تلك الجماعة».
(المستشار حسن ياسين، رئيس المكتب الفني النائب العام السابق طلعت عبدالله المعين بقرار إخواني، أثناء إعلانه البلاك بلوك جماعة إرهابية)
• ماذا تقول في القضاء والقضاة؟
- «قضاة مصر يتحملون ما لا طاقة لبشر به، كان الله فى عونهم، وجعلهم من قضاة الجنة».
(تغريدة لعصام العريان على صفحته بموقع تويتر في 26 يناير 2013).
• أدنت محاولات التضييق على قناة الجزيرة، فهل ترفض أي إجراء مماثل تجاه قناة أخرى؟
- «حملت حلقات باسم يوسف الكثير من التهكم والاستهزاء بالرئيس، فضلاً عن اشتمالها على العديد من عبارات الاستهزاء والاستخفاف سواء بالنسبة للمشاهدين أو بالنسبة لشخصية الرئيس، وتلميحات تجاوزت حدود النقد المباح والموضوعية الهادفة، وأصبحت تمثل تطاولاً على رمز الدولة، وانتهاكًا للقيم والمبادئ التى يقوم عليها المجتمع».
(جزء من الدعوى التي أقامها محمود أبوالعينين، محامي جماعة الإخوان المسلمين، في نوفمبر 2013 لوقف برنامج باسم يوسف وإغلاق قناة سي بي سي).
• ما رأيك في الأصوات الرافضة لقانون التظاهر؟
- «ضعف الأمن في مواجهة البلطجة، وضعنا جميعًا فى حرج، ولا يمكن تسمية من يطلقون الرصاص على الشرطة والجيش بالمتظاهرين وإنما بلطجية، ولا يجب أن ننتظر لمّا البلد تولع مرة أخرى».
(القيادي الإخواني جمال حشمت مدافعًا عن قانون التظاهر في جلسة مجلس الشورى بتاريخ 4 مارس 2013).
• هل ترى أن هناك من يتربص بالإخوان بسبب مواقفهم الثورية تجاه مبارك والفلول؟
- «أنا شخصيًّا أؤيد الإفراج عن مبارك شريطة رد الأموال المنهوبة والاستفتاء الشعبي على ذلك، وأرى أن من صالح الشعب الحصول على أمواله بأي شكل».
(خيرت الشاطر في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية في 22 إبريل 2013)
- «لا يوجد خلاف شخصي مع الحزب الوطني، ولا مانع من التصالح مع رجال أعمال النظام السابق المتورطين في قضايا الفساد المالي، وأهمية تلك الخطة تكمن فى كمية الأموال التى يمكن ضخها لإنعاش الاقتصاد».
(عاشور الحلواني أمين حزب الحرية والعدالة بالمنوفية في تصريحات صحفية بتاريخ 21 يناير 2013)
***
وفي نهاية هذا الحوار الشيّق: ما هي الرسالة التي يريد أن يوجهها الدكتور محمد بديع للقراء الأعزاء؟
«أدعو كل القوى السياسية والشعبية والثورية لسحب أنصارها من الشارع، والتوقف لفترة زمنية محددة عن النزول للشارع، والتفرغ لبناء الوطن واستكمال المؤسسات، وذلك لتحقيق التمايز بين المخلصين من أبناء الوطن من السياسيين الشرفاء، والمخربين والمتاجرين بدماء شبابنا، ولرفع الغطاء السياسي عن هؤلاء المجرمين الذين يتلذذون بإراقة الدماء ويوغلون فيه، ولنساعد بذلك الأجهزة الأمنية المعنيَّة في التفريق بين المصلح والمفسد، والثائر والبلطجي، والسياسي والمجرم».
(الرسالة الأسبوعية للمرشد العام بتاريخ 16 مارس 2013)