«علم مصر فوق كل بيت ».. هذا ما شاهدناه على منزل معظم المنازل المتبقية فى تلك القرى التى تشهد الحرب على الإرهاب فى سيناء.. فى البداية كان المشهد طبيعيا بالنسبة لنا.. ففى ظل الحالة الثورية التى تمر بها البلاد، ومرور البلد بثورتين فى أقل من 3 سنوات فالحالة الوطنية المرتفعة شىء طبيعى والاحتفاء بالعلم المصرى شىء جيد.. لكن المفاجأة التى اكتشفناها أن أهالى تلك المنازل وضعوا الأعلام أعلى منازلهم لظنهم أنها ستحميهم من القصف بالطائرات الأباتشى. فى قرية «الماسورة» توقفنا أمام أحد المنازل. كنا نسأل عما يحدث فى سيناء من حملات أمنية، وفى نهاية اللقاء سألنا صاحب المنزل عن سر وضعه العلم فوق منزله فرد:«يمكن لما قوات الأمن تشوفه تتأكد إن إحنا ناس وطنيين وبنحب البلد.. ولا مكان للإرهابيين بيننا». فقاطعته «ولكن قد يلجأ الإرهابيون لنفس الطريقة ويدعون أنهم وطنيون أيضا؟». فرد صاحب المنزل: «لا.. التكفيريون يفتخرون بما يفعلونه من أعمال إرهابية وتفجيرية ضد الشرطة والجيش، ويواجهون قوات الأمن ظنا منهم أنهم على صواب، فهؤلاء الأشخاص لا يفكرون، فعقلوهم مغسولة من قبل قياداتهم. طوال الطريق ونحن نرى الأعلام بأحجامها المختلفة، أما منزل آخر فى قرية «العبيدات» فقد استوقفنا، فصاحبه علق قرابة 15 علما أعلاه. واحد فوق السطح وآخر فى النافذة وثالث فى البلكونة، وأخرى فى مناطق مختلفة بالمنزل. وعندما سألناه عن السبب فرد سريعا « ده علم بلدى لازم افتخر به»، فقاطعته: ولا علشان تحمى نفسك وبيتك من قصف طائرات الأباتشى فرد، قائلا: «وليه لأ». فيما قال مصدر أمنى ل«المصرى اليوم»: «شىء طيب أن تسود روح الوطنية على كل منزل فى مصر، أما كون العلم سيحميهم من حملات الأمن فلا رابط بينهما، لأن الأمن حينما يداهم المنازل، يفعل ذلك ليس لأن المنزل عليه علم أو لا. ولكنه يداهم المنزل بناء على معلومات تؤكد أن هذا المنزل يختبئ فيه إرهابيون أو مسلحون.