الإقليمي للدراسات الاستراتيجية: خسارة «عنان» في الانتخابات ستقضي عليه سياسيًا

قدّم المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية ورقة بحثية تناقش فرص وتحديات فوز الفريق سامي عنان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تناول فيها عدة تساؤلات تحيط بقرار خوض «عنان» لتلك الانتخابات.
وقال المركز إن «عنان» سيواجه تحديات صعبة حتى يتسنى له النجاح في الانتخابات، أو حتى الحصول على نسبة كبيرة من الأصوات، لأن عكس ذلك ربما ينهي على مستقبله السياسي، مشيرًا إلى أن أهم تلك التحديات ما يتعلق بتساؤلات البعض عن أحداث العنف التي شهدتها فترة حكم المجلس العسكري، والتي كان «عنان» فاعلًا رئيسيًا بها، بصفته عضو المجلس العسكري، ورئيس أركان القوات المسلحة.
وأكد المركز أن علاقة «عنان» بجماعة «الإخوان» أصبحت محل تساؤل كبير من وسائل الإعلام المختلفة، التي سلطت الضوء على طبيعة علاقته بالجماعة في الداخل والخارج، مما أثار العديد من التساؤلات التي ستظل تطارده خاصة فيما يتعلق بكونه كان مستشارًا للرئيس السابق، محمد مرسي، حتى في الفترة التي ظهرت فيها حركة «تمرد» ودعت إلى انتخابات رئاسية مبكرة.
وذكر المركز أن ترشح «عنان» سيجعله أكثر عرضة للوقوع في العديد من المآزق تتمثل في إمكانية اتهامه بتضخم ثروته، خاصة مع قيام بعض وسائل الإعلام بنشر صور ممتلكاته والحديث عن تضخم ثروته، مما يثيرر تساؤلًا هامًا حول قدرته على عقد مؤتمرات انتخابية في المناطق الفقيرة، أو مدى إقباله على تقديم إقرار ذمته المالية في العلن.
وأشار المركز إلى أن «فرص (عنان) في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة منعدمة، بل من المحتمل أن تُنهي تلك الانتخابات عليه سياسيًا باعتبارها محرقة له، كما أنها تشير إلى فرضية اللاعودة للحياة السياسية، والتي تبدأ بمجرد إعلان نتيجة الانتخابات».
ورأى المركز أن الكتل التصويتية التي يُحتمل تصويتها للفريق في الانتخابات المقبلة، تتمثل في التيارات الإسلامية المعارضة ل30يونيو، لكنه سيفقد الكتلة الشبابية التي يتوجه أغلبها، وخصوصًا المسيس منها، للمرشح حمدين صباحي، كما أنه سيفقد كتلة المرأة وكبار السن، لأنها ستدعم المشير عبد الفتاح السيسي، في حال ترشحه باعتباره يمثل لهم بر الأمان.
وأوضح المركز أن جغرافية الكتلة التصويتية ل«عنان» سيغلب عليها الشكل المتصدع الذي لا يمكن أن يتسم بالاستقرار، ف«المحافظات التي ستنطلق منها المؤتمرات الانتخابية له ربما يحصل فيها على نسبة جيدة من التصويت، لكن المحافظات ذات الكثافة السكانية كالقاهرة، والدقهلية، والمنوفية، والإسكندرية، فسيفقد أكثر من 90% من ناخبيها، لأنها كتلة انتخابية محسومة للسيسي و (صباحي)، أما محافظات الصعيد فستكون نسبة نجاحه فيها منعدمةً وذلك بحكم التركيبة القبلية والعصبيات، وانتشار التيار الصوفي بين سكان تلك المحافظات، والذي أعلن مبكرًا دعمه للسيسي».
يذكر أن المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية تأسس في 2012، و يهتم بمتابعة وتحليل وتقدير التحولات الإقليمية ذات الطابع الاستراتيجي في الشرق الأوسط.