ذكرت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية في مقال للكاتب أليسون جاكسون، الثلاثاء، أن موسكو تحاول استغلال الخلافات بين الولاياتالمتحدة ومصر لإحياء صداقتهما القديمة، خاصة أن روسيا ومصر على مقربة من وضع اللمسات الأخيرة على صفقة أسلحة ب2 مليار دولار، متسائلة عما إذا كان يجب على الولاياتالمتحدة أن تشعر بالقلق. وأوضح المقال أنه بعد توتر العلاقات بين واشنطن والقاهرة، العام الماضي، تحركت موسكو بسرعة لملء الفراغ، ففي نوفمبر الماضي، وصل وزيري الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، والدفاع سيرجي شويجو، إلى مصر لإجراء محادثات بشأن التعاون العسكري بين البلدين، بعد شهر من وقف الولاياتالمتحدة المساعدات العسكرية لمصر. وأشار إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تأييده لترشح المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي في الحكومة المستقيلة، للرئاسة. وقال إن روسيا، التي هي أيضا الحليف المقرب من الرئيس السوري، بشار الأسد، ونظامه، ويبدو أنها تسعى لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط مع تعثر السياسة الأمريكية. وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط ب«مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكي، ستيفن كوك، إنه لا يعتقد أن روسيا ستكون بديل الولاياتالمتحدة بالنسبة لمصر، خاصة أن المصريين هم الأقل تقبلا لمبادرات روسيا لسببين. السبب الأول من وجهة نظر «ستيفن» هو أن المصريين تعودوا لى مدار تاريخهم على الاحتلال الاقتصادي، ولذا فالمصريون الآن يتعاملون مع كلا البلدين، لضمان حصولهم على صفقة أفضل من هذه القوى الخارجية. أما الثاني، فقال إنه يتعلق بأن المصريين لا يكترثون بالخلل والفشل السياسي الأمريكي في المنطقة، فكل ما يهمهم هو استمرار المساعدات الأمريكية على المدى الطويل. ونقل المقال عن الزميل في برنامج بيري للدفاع ب«معهد واشنطن»، جيفري وايت، قوله إن يعتقد أن العلاقات بين مصر وروسيا ستشهد تطورا ملحوظا، خاصة أن المصريين يرغبون في عدم الاعتماد كليا على المساعدات العسكرية الأمريكية. وأضاف أن هذا ليس نهاية للعلاقة العسكرية «المصرية- الأمريكية»، فهناك قيود مفروضة على مصر عند التعامل مع الولاياتالمتحدة من حيث المساعدات العسكرية، بمعنى أن الجيش المصري يريد الحفاظ على مستوى معين لنوعية الأسلحة، وهو ما لن تحصل عليه مصر مع روسيا. وأوضح «كوك» أن الإدارة الأمريكية تشك في نجاح أي مبادرات «روسية-مصرية»، لأن موسكو تشترط الدفع لها بالعملة الصعبة في صفقات الأسلحة، وهو ما يصعب على المصريين، كما أنه من غير المحتمل أن السعودية، الكويت، والإمارات، ستمول مصر للأبد. ومن جانبه، يرى «وايت» أنه على البيت الأبيض أن يكون حذرا جدا بشأن العلاقة «المصرية- الأمريكية»، ولا يجب السماح بتوطيد العلاقة بين الجيشين المصري والروسي، لذلك على الإدارة الأمريكية أن تثير ضجة كبيرة حول هذا الاتفاق، ولا تكتفي فقط بمجرد إعرابها عن استيائها. وحول ما إذا كانت صفقة الأسلحة المقترحة ستغير مقياس توازن القوى بين الولاياتالمتحدةوروسيا في الشرق الأوسط لصالح موسكو، يرى «كوك» أن المصريين والروس يدركون أنه ليس هناك بديل للولايات المتحدة حتى الآن. وقال «وايت» إنه إذا تطورت العلاقات «المصرية- الروسية» فإن هذا سيغير التوازن إلى حد ما، ولكنه لن يتحول جوهريا.