دفع الجيش فى مصر ديون الغارمين. مصريون بسطاء استدانوا من تجار الأجهزة. وجدوا أنفسهم فى الطريق إلى السجن. أو وجدوا أنفسهم فى السجن فعلا. قابلت أصدقاء من قطر. فوجئت بأن فى هذا البلد الثرى (غارمين). لكن لا يوجد هناك جيش يمكن أن يدفع ديونهم. قطر تدفع التبرعات والتمويلات للآخرين. للمتنازعين. للمتصارعين. لمن يؤيدون سياستها. لا تعطى نفس الاهتمام لمواطنيها. يسمى القطريون هذه المشكلة (الديون المتعثرة). لا يجرؤ أحد أن يتكلم فيها بصراحة. لا تكتب عنها الصحف بوضوح. يكتبون بخوف. المشكلة مختلفة عن مصر. الفقر نسبى. الفقر فى مجتمع فقير غير الفقر فى بلد صغير غنى جدا. حكومة قطر تدفع الأموال لعلاج مشكلات البنوك الدولية. المؤسسات العالمية الخاسرة. المصارف الأمريكية المنهكة بسبب الأزمة العالمية. فى الطريق نسيت مواطنين قطريين. تعثروا فى دفع ما عليهم للبنوك. لشركات التمويل. تم سجن البعض. الأعداد قليلة لا تقارن بأعداد الغارمين فى مصر. أعداد سكان قطر قليلون فى الأصل. كيف تحدث مشكلة مماثلة فى دولة صغيرة ثرية جدا؟ لديها غاز وبترول. خزائن آبارها تغطى مساحتها ألوف المرات!!! المشكلة تحدث كما حدثت فى الولاياتالمتحدة. فى الديون العقارية. تمنح البنوك تسهيلات واسعة. التنافس فى وقت الرخاء يدفعها لحروب تجارية عنيفة. تعطى المقترض تسهيلات لا محدودة. يلهث المتعاملون وراء هذه التسهيلات. تتراكم الديون. تطالب البنوك بمستحقاتها. تكون قد تجاوزت عن القواعد القانونية. تنهار المواقف المالية. تطارد البنوك البسطاء. فجأة تجد فى دولة مثل قطر مواطنا يسجن بسبب قروض غير منضبطة. ديونا متتالية تتعثر. لا تقدم الحكومة مساعدتها له. تساعد الآخرين فى دول عديدة. تهتم بما يحدث فى دمشق أكثر مما تهتم بما يحدث فى الدوحة. المصرى يمكن أن يصبح غارما بألف جنيه. القطرى يمكن أن يصبح غارما بقرض يتخطى ال3 ملايين ريال. البنوك تمنح تلك القروض. الرواتب تعطى بعض الضمانات. لكنها غير كافية. تطلب البنوك أقساطها. لا يمكن للمواطن القطرى أن يسدد. أنفق الأموال بطريقة غير سليمة. ظن من أخبار الإعلام أن بلده ستساعده. سوف تترك له فترة سماح. لا تفعل ذلك قطر. بينما يمكن أن تحل كل مشكلات مواطنيها بما تدفعه فى صراع ليبيا شهريا. الجزيرة كقناة شهيرة لا تتكلم عن هذا. لا تتناول شؤون قطر برمتها. أحيانا تذيع تصريحات للأمير. لوزير الخارجية. أذاعت تصريحات لقطر منذ يومين ضد مصر. استدعت مصر سفير قطر. قالت إنها لن تقبل تدخلات قطر وأذنابها. قرأت هذا فى مانشيت «المصرى اليوم» بالأمس. لا أفهم كلمة أذناب قطر. أذناب لذنب!! لم أقرأ كثيرا فى صحافة قطر. وجدتها صحافة تنتمى إلى العصر الستالينى. تشبه صحف الحزب الشيوعى. جرأة الجزيرة غير منعكسة فى صحافة قطر. سألت من حدثونى. لم أجد لديهم إجابة. تنشغل قطر بأمور الآخرين. لا توجد لديها دوافع لكى تهتم بشؤون داخلها. [email protected]