واصلت قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء، الأحد، ملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم على الجنود، واستهدفت طائرات أباتشي، مساء السبت، عددًا من البؤر الإرهابية بالمنطقة الواقعة جنوب مدينتي الشيخ زويد ورفح، ما أسفر عن مقتل عدد من العناصر المسلحة. قالت مصادر عسكرية، إن وحدة من قوات الجيش الثاني الميداني، تستعد لاستهداف بؤر إرهابية أخرى في رفح والشيخ زويد وجنوب مدينة العريش، التي يختبئ بها عدد من العناصر الخطرة التي تزرع العبوات الناسفة في طريق المركبات العسكرية، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تفرض إجراءات أمنية مشددة على المعديات بقناة السويس، لمنع هروب العناصر الإرهابية إلى البر الغربي من القناة، كما تشدد تأمين منطقة الأنفاق خشية هروب قيادات جماعة «أنصار بيت المقدس» إلى قطاع غزة. وانتشرت عناصر من القوات المسلحة والشرطة بضواحي العريش وداخل المدينة، وفرضت إجراءات أمنية مشددة، وأغلقت الأكمنة على الطريق الدولي (العريش- رفح)، وفرضت حظر التجوال بعد السادسة مساءً، وشددت على عدم الاقتراب من الأكمنة، وأطلقت الأعيرة التحذيرية بين الحين والآخر خشية تعرضها لأعمال إرهابية بالمنطقة، كما تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى المقار الأمنية بأكوام الرمال والمصدات لمنع وصول السيارات إليها، بالإضافة لإغلاق ميادين المالح ومدينة الشيخ زويد وقرية الجورة، بالتزامن مع تشديد الإجراءات عند مداخل ومخارج قريتي المهدية والمقاطعة. وكشفت مصادر، ل«المصري اليوم»، أن المجموعة الإرهابية التي استهدفت إحدى الحملات العسكرية بقرية المهدية، مساء الجمعة الماضي، تضم عناصر فلسطينية وعددًا من أبناء المنطقة، وأن لها علاقة بالتهريب عبر الأنفاق وتهريب الأفارقة إلى إسرائيل، بعد أن تم تدمير الأنفاق وتضييق الخناق على المهربين في الفترة الأخيرة من قبل القوات. وأضافت المصادر، أن الجماعات المسلحة تعد خطة لمهاجمة قوات الجيش والشرطة عقب الانتهاء من الاستفتاء على مشروع الدستور المقرر يومي 14 و15 يناير المقبل، وسيتم استخدام السيارات المفخخة والانتحارية بهدف هز الاستقرار بالدولة، وتوجيه رسالة مفادها أن الدستور لن يمنح الاستقرار للمنطقة. في سياق متصل، شيع الآلاف من أهالي قرية ميت جابر، التابعة لمركز بلبيس في الشرقية، مساء السبت، جثمان المجند السيد أحمد عليوة، الذي استشهد إثر إصابته بطلق ناري، الجمعة الماضي، أثناء مشاركته في حملة لضبط مجموعة من الجهاديين والتكفيريين المنتمين لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، بقرية غرب المهدية بمدينة رفح في شمال سيناء، إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بالقرية. واتشحت القرية بالسواد، وانتابت الأهالي حالة من الحزن والبكاء الهستيري، فور وصول سيارة الإسعاف التي أقلت الجثمان، وتوافد الآلاف من أبناء القرى المجاورة إلى منزل أسرة الشهيد لتقديم واجب العزاء. وقال أحمد عليوة، والد الشهيد، إن نجله كان العائل الوحيد للأسرة، وإنه كان يعمل فترة إجازته من الجيش لمساعدته في توفير احتياجات المنزل، مطالبًا المحافظ الدكتور سعيد عبدالعزيز، بتعيين نجلة الآخر وإطلاق اسم الشهيد على المدرسة الابتدائية بالقرية، تخليدًا لذكراه. وقالت الحاجة فوزية، والدة الشهيد: «نجلي كان على خلق ويعمل منذ صغره لمساعدة أسرته حتى التحاقه بالجيش، وكان متزوجًا ولديه طفلة عمرها 6 أشهر، وأطالب بسرعة القبض على الجناة وإعدامهم في ميدان عام». كانت أجهزة الأمن، شنت حملة لضبط مجموعة من العناصر التكفيرية، إلا أن المطلوبين أطلقوا الأعيرة النارية على القوات، فردت عليهم بإطلاق النار، ما أسفر عن استشهاد جنديين، وإصابة 8 آخرين، ومقتل 3 إرهابيين. من جهة أخرى، قال مصدر عسكري مسؤول فى جنوبسيناء، إن قبيلة «الترابين»، بمدينة نويبع، سلمت عددًا من الأسلحة غير المرخصة إلى مكتب المخابرات الحربية بالمحافظة، استجابة لمبادرة «سلم سلاحك»، التي أطلقها الفريق أول عبدالفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، في تصريحات ل«المصري اليوم»: «تضم الأسلحة، التي سلمتها قبيلة الترابين، عدة أسلحة ثقيلة تضم قواذف (آر بي جي)، ودانة، ورشاشات متعددة الأغراض وعددًا من الطلقات، وهناك قبائل أخرى في المحافظة ستسلم الأسلحة غير المرخصة، بعد تعهد جميع القبائل بتسليم الأسلحة غير المرخصة إلى مكتب المخابرات الحربية، خلال الفترة المقبلة». وفي البحيرة، سلم مواطن، يدعى التوني طلعت سليمان، بندقية آلية، و25 طلقة رصاص إلى اللواء أشرف عبدالقادر، مدير الأمن، في إطار المبادرة.