في تصريح قريب للرئيس الأمريكي باراك أوباما :يجب أن نربى أبناءنا ليصبحوا كشباب مصر .. لا أعلم أي منهج ستتبع لتحقيق ذلك وعلى أية حال هناك وسائل عدة ربما أسلوب التعليم أو وسائل الإعلام أما في مصر اتبعوا مع الشباب المصري منهج مغاير تماما من خلاله أصبحوا هكذا حيث تتلخص قصة الثوار شباب اختاروا أن يحددوا إقامتهم في العالم الافتراضي بعد أن يئسوا من تحقيق مطالبهم على أرض الواقع وقد بثت فيهم الأجيال السابقة قيم أصيلة سامية عجزت عن تحقيقها نظرا لما في حوزتها من جرعات الخوف والحذر فانبهر التلاميذ بقواعد العدل والحكمة وتلاشى لديهم الخوف تدريجيا حين استشرى الفساد وأصبحوا لا يملكون شيئا يخافون عليه أصبحوا غرباء عن بلدهم . انشأوا مجموعات افتراضية تحمل همومهم الحياتية عنوانها يبدأ بكلمة لا (لا للظلم والفساد) ، (لا للبطالة والمحسوبية) ، (لا للفتنة الطائفية ) وكثيرا من العناوين التي تدل على الحال الذي وصل له الشعب المصري وساعدتهم في ذلك مساحة من الخيال اللا نهائي كرد فعل لكونهم الفريق المجني عليه فهم الحالمون بالخروج من المأزق لذا قاموا باختراع البديل .. فمنهم من يرضيه عمله حياته ويحزن لحال البلد ومنهم غير راض عن عمله ومستوى دخله مقارنة بمجهوده ومؤهلاته وهناك من لم يملك أي مصدر للدخل منهم من استقرت نفسه لما تطرحه بعض القنوات الدينية من أفكار والتي تم ترويجها بمعرفة النظام ولمصلحته وفيها تدعو لطاعة الحاكم (ولى الأمر) والاستسلام لما هو قائم (القضاء والقدر من وجهة نظرهم) انتظارا للجنة في الدار الآخرة وآخرون قرروا المخاطرة بأرواحهم والسفر بطرق غير مشروعة أملا في الحياة الكريمة في بلاد أخرى ولم يسعفهم القدر وفى العالم البديل وحدتهم المأساة وكان عناد النظام واستمراره في تجاهل مطالبهم المشروعة والعمل على استفزازهم سبيلا إلى الاستمرار فيما اهتدوا إليه أصواتهم لم تلاق صدى في عالمهم الافتراضي أما المنتظر للجنة ربما نفذ صبره ورحل عن الدنيا منتحراً . كان لابد للشقيقة الكبرى أن تستفيق لكي تنتشل باقي الأشقاء من الأزمة التي حلت على العائلة العربية بعد أن خفتت أصوات حكامها لكي تعلو أصواتكم أنتم فأصبح الخوف لديهم مجرد صرح من خيال وعلى أيديهم هوى اتفقوا على إجراء عملية جراحية دقيقة من أجل استئصال ورم خبيث بات بقائه في جسدها أخطر من الانتظار توخياً للحذر كان الاختيار صعبا فإما أن تتعافى أو تبقى مشوهة.