جلست أنا و أبي نتذكر أيام الثورة حلوها و مرها و كيف مر عليه أربعاء الجمال و كيف كان شعوره آن ذاك و هو فاقد الأتصال بأخى الصغير -محمود- و مع توافد المصابين منذ دخول البلطجية حتى العاشرة مساءً تقريباً . حكى لنا كل ما بداخله ثم صمت لحظة و قال إن هذه الموقعة ذكرته بغزوة بدر و فيما يلى مقارنة بين ما حدث للمسلمين فى غزوة بدر و ما حدث للمصريين فى هجوم الجمال : * خرج المسلمون ليقطعوا الطريق على قافلة قريش ، و كان السبب الذي دفع المسلمون لاعتراض القافلة هو استرجاع اموالهم التي نهبتها منهم قريش قبل وأثناء هجرتهم إلى المدينة، لأن أغلب المهاجرين تركوا اموالهم في مكة أو أخذتها منهم قريش بالقوة. - خرج المصريين ليعتصموا بميدان التحرير ، و كان سبب لجوئهم للميدان هو أسترجاع أموالهم و كرامتهم التى نهبها منهم النظام و الحزب الحاكم طيلة ثلاثون عاماً ، لأن أغلب المصريين تحت خط الفقر منذ تولى -مبارك- المخلوع الرئاسة. * عندما علمت قريش بما يفعله المسلمين ، أرسلت أحدهم إلى مكة يستدعى الجيوش ، و كان فى أستقباله أبا جهل ، وقال قولته المشهورة: "لا نرجع حتى نرد بدرا فنقيم ثلاثا ننحر الجُزر، ونطعم الطعام، ونشرب الخمر، وتعزف القيان علينا، فلن تزال العرب تهابنا أبدا". - عندما علم النظام المصري بأن المصريين لن يرحلوا عن الميدان ، بعثوا أحدهم إلى المخلوع و قال قولته الشهيرة : " مترجعوش غير لما تدخلوا الميدان و تطلعوا منه ولاد الأجندة دول ، و تحتفلوا و تأيدونى " * لم يكن المسلمين مهيئين للحرب ولكن شاءت الأقدار أن يدخلوا فى هذه المعركة لينالوا نصيباً من حقوقهم التى سلبتها إياهم قريش ، كان هناك العديد من الجرحى و القتلى و الأسرى ، و رغم عدد المسلمين الضئيل بالنسبة لقريش إلا أنهم أنتصروا فى النهاية و أفشلوا مخطط قريش. - لم يكن الثوار المصريين مهيئين لمواجهة بلطجية النظام الحاكم و الحزب الوطنى و لكن شاءت الأقدار أن يواجهوا هؤلاء البلطجية فاقتلعوا بلاط الميدان و حولوه إلى حجارة و صنعوا من الكراتين و سلات القمامة أغطية لرؤسهم و كانت الساعات الأولى مليئة بالإصابات و الساعات الأخيرة سقط فيها الشهداء ، و أسر الثوار المصريين العديد من أعوان المخلوع و سلمهم للجيش ، و رغم أن هذا اليوم سجل أقل نسبة حضور بالميدان إلا أن الثوار قدروا بعون الله صد هذه الهجمات و أفشلوا مخطط المخلوع و بلطجيته الذى كان يمدهم بالسيوف و الحجارة المسنونة و المولتوف و عندما طلعت الشمس في اليوم التالى وجدنا أنه 80% من شباب الميدان مصابين فى رؤوسهم أو وجوههم و كانوا فخورين بهذه الإصابات و من لم يصاب كان فى غاية الخجل لأنه لم ينل هذا الشرف . و فى النهاية نتذكر دائماً أن النصر من عند الله و أنه دائماً ينتصر الحق على الباطل عمر رضا حامد