مازلت مع الأصدقاء فى بحث عن الأشياء التى تشغل بالهم كأنصار للثورة، أو التى يجدونها غير مريحة أو جديرة بالتوقف عندها لدراستها، وتوقفنا بالأمس عند «وائل غنيم».. 14 هناك انقسام: البعض يرونه بطلا والبعض يرونه شخصا وضعته الظروف فى مقدمة الحدث، كانت الأضواء مغرية، فاضطر للعب دور المناضل (شبه اللى بجد)، شعبية «غنيم» تزداد كلما زاد الهجوم عليه لأن مهاجميه لا يقدمون أسبابا مقنعة لكراهيته، فهى أسباب تتراوح بين (كليب له يرقص فيه بعد التنحى بطريقة مستفزة تجعله يبدو فى هذه اللحظة وكأنه نسى الشهداء اللى كان بيعيط عليهم)، أو أن (الحظاظة اللى فى إيد وائل مش ماشية مع واحد ثورجى أبدا)، أو (الأسد اللى على التيشيرت اللى بيظهر بيه هو رمز الماسونية)، المنطقيون يحترمونه، لكن يرون كلامه متناقضا مثلا تصريحه بأنه لم يتعرض لإيذاء فى أمن الدولة، ثم تصريحه بأنه سامح الجنود الذين قاموا بتعذيبه، أو قراره بعدم الحديث للفضائيات، ثم ظهوره كل يوم فى محطة جديدة، كما يرون أنه شىء سخيف أن يكون رمز الثورة مدير تسويق، فهى مهنة «بياعين الكلام». امتعاض البعض من «وائل» سببه أيضا عدم قدرة محبى «وائل» على تقديم أسباب منطقية للالتفاف حوله سوى أسباب عاطفية. بعض الممتعضين يرون أنهم لم يظلوا معتصمين لمدة 18 يوما فى الشارع، معرضين أنفسهم للخطر حتى يصبح رمز الثورة فى نهاية الأمر شخصا لم يظهر إلا فى الأيام والساعات الأخيرة، بخلاف أن وجوده فى صدارة المشهد يظلم أبطالا حقيقيين كثيرين حققوا النصر وعادوا إلى بيوتهم ولم «ولن» يعرف عنهم أحد شيئا. للأمانة وبغض النظر عن أى انطباعات شخصية أرى الحكم عليه قبل مرور وقت كاف سذاجة لا تليق بالثوار، وإن كنت ميالا لتصديق نظرية جيفارا «أنا لست محررا، المحررون لا وجود لهم، الشعوب هى التى تحرر نفسها»، فى الوقت نفسه أشعر بغضاضة أن تكون ثورة يناير مسجلة على موقع «ويكيبيديا» العالمى باسم «غنيم». 15 انتهينا من المزايدة على الوطنية ب(أنت مع الثورة ولا مع مبارك؟) وأصبح الثوار يزايدون على بعضهم ب(اشتركت كام يوم؟ خدت كام رصاصة؟ اتضربت كام مرة؟ معاك فارغ كام قنبلة مسيلة للدموع؟ كنت مصاحب كام شهيد؟). 16 غرابة أن تسأل أى شخص فى مصر عن الثورة، فيقول لك دون تفكير: «أنا كنت معاهم من يوم 25» هيه يعنى الثورة كان فيها كشف حضور وانصراف؟! 17 السخرية من أحمد عز لأنه كان «عازف درامز»، نعرف جميعا حقيقة «عز»، لكن ما مبرر الإساءة لهذه المهنة وتقديمها باعتبارها «حاجة تكسف»؟ 18 أن تكشف الثورة عن قدرتنا على تنظيم المرور بطريقة أفضل من الشرطة. 19 كم الاتهامات المجانية المتبادلة حاليا يجعل الواحد يشعر بالخوف من أن نكون قد أخطأنا عندما فتحنا النار على عمر سليمان لأنه قال إن المصريين ليسوا مؤهلين للديمقراطية. [email protected]