لا جديد فى شكواهم ولا معاناتهم التى بدأت قبل 30 عاما، فمياه الشرب التى عرفت طريقها إلى كل قرى ومدن محافظة الشرقية تأبى أن تصل إليهم، رغم أنهم على الطريق، حيث تقع عزب «الوفاء والأمل» و«الروضة الشرقية» و«الروضة الغربية»، على طريق «بلبيس - العاشر من رمضان»، لكن حالهم حسب تأكيد الأهالى مثل حال الطريق، «يعانون عدم وجود الخدمات الأساسية، من مياه وصرف صحى ونظافة». لم يجد الأهالى حلا لمشكلاتهم سوى الاعتماد على «السقا» أو «بائع الحياة»، كما يطلقون عليه، حيث يجلب لهم المياه معبأة فى «تانكات» ويضطرون لشرائها رغم تأكدهم من أنها ملوثة. وحسب تأكيد جيهان محمود، أحد أهالى المنطقة: «ماسيبناش مسؤول غير لما لجأنا له، لكن الكل بيكتفى بمجرد وعود، ومفيش أى حلول حقيقية، نفسى يبقى فى بيتى حنفية مية ترحمنى من شيل الجركن، جراكن الميه دى أكيد جاية من الترعة لأن لونها أصفر ولو سبتها فى الحلة ساعة ترسب تراب ورمل ناعم، لكن الحل إيه وإحنا بنقعد أيام من غير ما نستحمى عشان نوفر المية اللى بندفع فيها جنيه ونص للجركن». وتروى آمال على، إحدى سكان المنطقة: «فقدت ابنتى بسبب جركن مية، راحت تملاه خبطتها عربية وماتت، ومن ساعتها وأنا مشلولة، ومش بنتى بس اللى راحت، ده فيه 5 من أبناء العزبة ماتوا بنفس الطريقة.. منهم لله المسؤولين». وأكد «أبوأيمن» أن شركة المياه توفر سيارة واحدة فقط لنقل المياه يوميا إلى القرية لكنها لا تكفى، مؤكدا أنه تقدم قبل أيام بشكوى إلى أحمد نظيف، رئيس الوزراء، لوضع حل جذرى لأزمة المياه. المهندس محمد سلطان، العضو المنتدب للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى بالشرقية، أكد وجود مشروع خزانات مياه بالمنطقة الصناعية فى بلبيس قريب من هذه العزب الثلاث، وقال: «هذه التنكات من المفترض أن تمد المنطقة بالمياه ولكن بعد موافقة المنطقة الصناعية».