إحنا إنضحك علينا، آه و الله العظيم تلاتة إحنا إنضحك علينا، قولتولي ليه؟ فهمنا من التاريخ أن الباشاوات و الباهوات إنتهوا مع قيام الثورة، و هذا لم يحدث، هم فقط تغيرت و تحورت أشكالهم لتتأقلم مع البيئة الجديدة، فبعد أن كان على راسهم الطربوش و في إيديهم الخاتم المدهب، تغير الوضع ليصبحوا على راسهم ريشة و على إيديهم نقش الحنة. و كل شيئ بالخناق إلا السرقة بالإتفاق، سواء كانت صغيرة أم كبيرة، فالذي يسرق نقوداً من البنك تحت إسم الإقتراض بدون ضمانات يجب أن يكون متفقاً مع مدير البنك، و من يسرق " كيسة " من السوبرماركت تحت إسم النصاحة بدون كسوف يجب أن يكون متفقاً مع الكاشير، لذلك يطرد (الأفندي) الكاشير و يكافأ (البيه) مدير البنك. في كل مرة أكتب بها كلمة (ديمقراطية) أجد نفسي بدون مقدمات أكتبها (ديموقراطية)، ثم أمسحها لأكتبها بطريقة صحيحة، قد يكون ضعفاً في الإملاء، لا أدري، أو لأن عضو المجلس بتاع حتتنا كان يتغيب عن جميع الجلسات، فتغيبت أنا عن جميع حصص الإملاء، النتيجة أن جميع الجلسات كانت تنتهي بإرسال خطاب لولي الأمر و جميع الحصص كانت تنتهي بالموافقة على تفوقي. بعد عدة أحداث محلية، علمت أني أكتب الكلمة على الفطرة بطريقة صحيحة، هي فعلاً " ديمو.. قراطية "، و كلمة " ديمو " في اللغة الإنجليزية تعني تجريبي أو إبتدائي أو أولي، و بيني و بينكم المعجم الوسيط، بمعنى أن الديمقراطية مازالت في بدايتها، و بكرة تتعلم و تبقى شاطورة، و إلى أن تتعلم نسألكم الصبر يا أهل الصبر. بقلم م / مصطفى الطبجي [email protected]