ضبطت نفسي (متلبسا) بالسعادة بل (الفرحة) الهيستيرية فور إعلان الفيفا إسناد تنظيم مونديال 2022 لدولة قطر!!! ظلت أنفاسي محبوسة و بلاتر يمارس لعبة التشويق و الإثارة قبل إعلانه (القنبلة) بإسناد تنظيم المونديال لأول مرة لدولة عربية و شرق أوسطية. و فور إعلانه وجدت نفسي (أتنطط) بفرحة هيستيرية و سعادة غامرة لا أعلم حتى الأن سببها الحقيقي...!!! فلم يسبق لي على الإطلاق ان قمت بزيارة قطر من قبل أو كان لي أحد المعارف أو الأصدقاء القطريين إطلاقا... و لكني تعاطفت معها تماما في حقها في تنظيم المونديال... ربما إعتبرت أن تنظيم قطر لمونديال 2022 ليس حقها فقط بل حقنا جميعا... حقنا كدول ينظر إليها كعالم ثالث و متخلف أن ننظم أكبر و أهم حدث عالمي على الإطلاق. حقنا كدول عربية و شرق أوسطية أن نكون صانعي الأحداث و ليس فقط متابعين لها...!!! حقنا ألا ينظر إلينا كشعوب إستهلاكية لا تجيد شيئا إلا (إستهلاك) ما ينتجه الغرب... كائنات ليست إلا (زكيبة) فلوس عائمة فوق بحيرات من النفط و الغاز!!! حقنا أن نبرهن جميعا للعالم كشعوب (شرق أوسطية) أن التحضر و المدنية ليست فقط حكرا على الجنس الأبيض الأوروبي أو الأمريكي و أننا قادرون كشعوب عالم ثالث على تنظيم أكبر و أعظم التظاهرات الرياضية و غيرها!!! لا أخفي أيضا إعجابي بحكام قطر و سياساتهم و التي تصب في المقام الأول في مصلحة بلدهم و شعبهم و إن ضايق هذا (البعض) و جعله يستشيط غضبا و يتهكم عليهم و على بلدهم الصغيرة!!! نعم قطر دولة صغيرة المساحة (11,521) كم2... و عدد سكانها لا يتجاوز المليون نسمة... و لكن منذ متى تتحدد قيمة الدول بمساحتها الجغرافية أو بعدد سكانها ؟!!! قيمة الدول في تأثيرها... في سياساتها... في إحترامها لشعوبها و للشعوب الأخرى... قيمة الدول و الشعوب في إحترامها للأخر. كم من دولة يطنطن إعلامها ليل نهار بريادتها و بقوتها و بحكمة زعيمها و المحصلة في النهاية (صفر) كبير!!! ليست جريمة إطلاقا أن يعمل حكام قطر على جعلها دولة (مؤثرة) و (قوة) إقليمية... بل هو واجب عليهم تجاه بلدهم و شعبهم عكس الكثير من الحكام الذين جعلوا من دولهم التي كانت (كبيرة) أضحوكة للعالم أجمع و من شعبهم الذي كان (مرفوع الرأس) مطية و (ملطشة) لكل من هب و دب!!! تنظيم كأس العالم 2022 جائزة ألهية لأمير قطر و عائلته الذي عمل بجد من اجل بلده... بصرف النظر عمن أغاظه هذا... لم يلتفت للحملات الإعلامية الخائبة التي تصدر من بعض الصحفيين المأجورين لأغراض هو يعلمها جيدا... نجح في وضع بلده الصغيرة (حجما) على الخريطة... نجح في أن يجعل من قطر حديثا للعالم بخطة طموحة مبهرة ستجعل (إن نفذت) من كأس العالم 2022 حدثا فريدا من نوعه لم يحدث مثله من قبل. إستطاع حكام قطر أن يوجهوا أنظار المليارات من سكان العالم نحو بلدهم إيجابيا بعدما إستطاعوا أن يقهروا دول عتيدة و إقتصاديات رهيبة كاليابان و كوريا الجنوبية و إستراليا و قبلهم الولاياتالمتحدة و ينجحوا في إنتزاع تنظيم المونديال من بين مخالبهم... بينما هناك من نجح في جذب أنظار العالم لبلده ب (صفر) شهير سيظل محفوظا في ذاكرة الملايين بإعتباره سبة و إهانة لدولة و لشعب لن يستطيع الزمن محوها!!! أبهرني أداء الوفد القطري أثناء إستعراضهم لملف بلدهم أمام الفيفا... أبهرني بشدة أداء الأمير محمد بن حمد رئيس الملف القطري أثناء كلمته ضمن الوفد القطري... أبهرتني ثقافته الواسعة و حضوره الطاغي و ثقته بنفسه و بقدرة بلده على التنظيم... هذا الشاب الخليجي الذي أثبت لي أن نظرتنا للشباب الخليجي بشكل عام يجب أن تتغير... فلقد بدأت هذه الدول السير على الطريق الصحيح نحو الإهتمام بالتعليم و بالثقافة و تنمية الأجيال الجديدة إذا أرادوا التقدم. أبهرتني بشدة بساطة الوفد القطري و فرحته العارمة فور إعلان فوز بلدهم بالتنظيم دون مراعاة لتعقيدات بروتوكولية لا معنى لها!!! قارنت بين كل هذا و بين واقعنا المصري المعاصر... فعرفت الفرق بين الدولة الواعدة و الدولة المحتضرة... أيقنت الفارق بين نظام حكم (شاب) يعمل من أجل بلده و شعبه... و بين نظام حكم (شايب) لا يهمه إلا إطالة مدة بقائه على الكرسي بكل الوسائل الغير مشروعة قبل المشروعة. قصة نجاح قطر في مسعاها في تنظيم مونديال كرة القدم 2022 يجب أن تدرس للأجيال القادمة تحت بند "قطر.......فن صناعة دولة" الأغلبية الصامتة http://theegyptiansilentmajority.blogspot.com/