بدت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية وكأنها تعود إلى صيغة المفاوضات غير المباشرة تحت إشراف أمريكى، بعد أن أقرت الولاياتالمتحدة بأنها عجزت عن إثناء إسرائيل عن وقف الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، لكن واشنطن أكدت مع ذلك أنها لاتزال تأمل فى أن يتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى اتفاق سلام بحلول أغسطس المقبل، فيما يتوجه مسؤولون كبار من الطرفين إلى واشنطن لمحاولة إنقاذ مفاوضات السلام، التى دخلت فى أزمة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى إن واشنطن لاتزال تعتبر الاستيطان فى الأراضى المحتلة «غير شرعى»، لكنها تسعى الآن إلى وسائل أخرى غير تجميد الاستيطان، من أجل استئناف محادثات السلام. وأوضح «هدفنا لايزال التوصل إلى اتفاق إطار فى غضون سنة، ونعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه»، حيث كانت الدبلوماسية الأمريكية حددت فى أغسطس الماضى هدف السنة هذا للتوصل إلى اتفاق سلام فى الشرق الأوسط. أما بالنسبة إلى طلب الاعتراف الدولى الذى يفكر فيه الفلسطينيون أكثر فأكثر، فهو يبقى مرفوضا من جانب واشنطن، حيث قال المتحدث «نعتقد أن طرح هذه المسائل أمام منتدى دولى سيحول الانتباه (عن عمق المشكلة) ولن يؤدى إلا إلى المزيد من تعقيد الملف»، موضحاً أن مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين كبارا سيأتون إلى واشنطن لبحث سبل إحراز تقدم فى عملية السلام، لكنه أقر بأنهم قد لا يجتمعون فى الغرفة نفسها، كما أعلن أن الموفد الأمريكى إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، سيتوجه إلى المنطقة «الأسبوع المقبل». وفى غضون ذلك، أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه، الأربعاء، أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سيتوجه إلى واشنطن للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون «خلال يومين»، وذلك فى الوقت الذى توجه فيه وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك إلى واشنطن، الخميس، «لعقد لقاءات مع كبار مسؤولى الدفاع فى الإدارة الأمريكية» كما أعلن مكتب باراك.