أثارت تصريحات اللواء المحافظ عادل لبيب، عن رصد المحافظة 18 مليون جنيه، بالإضافة إلى 7 ملايين أخرى من وزارة البترول لتطوير واجهات عقارات الكورنيش وتوحيد لونها، غضب سكان العقارات الآيلة للسقوط، خاصة فى أحياء غرب والجمرك لعدم الاهتمام بأوضاعهم وهو ما اعتبروه «إهمالاً متعمداً لأرواحهم»، على حد تعبيرهم. وقالت منى إبراهيم، أحد سكان حى غرب: «منذ أكثر من عامين ونحن نعانى من تهالك العقار الذى نقيم فيه، وصدر له قرار بالهدم حتى سطح الأرض، إلا أنه لم ينفذ حتى الآن، فالشارع هو المأوى الوحيد لنا بعد ترك منازلنا». وانتقدت منى تصريحات لبيب الأخيرة قائلة: «نُعامل كمواطنين درجة ثانية ليس لنا حق فى العيشة، فأصحاب عقارات الكورنيش يشعرون بالأمان فى نومهم، لذلك كان على المحافظ إعطاؤنا الحق فى الملايين التى ستنفق على تجميل واجهات عقاراتهم، حتى يكون لنا الحق فى الأمان مثلهم، بدلاً من انتظارنا للموت تحت أنقاض عقاراتنا يوميا». وتقول عصمت ممدوح، أحد سكان حى الجمرك المتضررين من انهيار عقاراتهم: «لجأنا أكثر من مرة إلى الحى إلا أننا لم نجد حلاً لأزمتنا مع تساقط أجزاء العقار يوماً بعد الآخر، فنحن نقضى يومنا بشكل غير طبيعى داخل جدران العقار الآيل للسقوط، إلا أننا عند النوم نخرج مع أبنائنا إلى الشارع خوفاً من أن يأتى يوم جديد ونحن تحت الأنقاض». وتساءلت عصمت: «لماذا لم يضع المحافظ فى الاعتبار حقنا فى تخصيص مبلغ مثل الذى تم رصده لتوحيد لون واجهات عقارات الكورنيش، فهل أصبحنا نهتم بالواجهات الخارجية على حساب أرواح الغلابة؟ وإلى متى سيظل هذا الإهمال المتعمد لأرواحنا؟». وطالب أحمد عبدالله عمر، عضو المجلس الشعبى المحلى لحى غرب، بضرورة تخصيص نصف المبلغ المرصود لتطوير عقارات الحى، التى وصفها ب«المتهالكة». واعتبر أن تخصيص نصف المبلغ المرصود من المحافظة لتطوير واجهات عقارات الكورنيش كاف لحماية العديد من الأسر التى تسكن فى عقارات آيلة للسقوط فى الحى، مشيراً إلى أنه تقدم بمذكرة عاجلة إلى المجلس طالب فيها بتوفير وحدات سكنية للحد من «الكوارث»، التى تهدد أرواح المواطنين قاطنى العقارات الآيلة للسقوط. وفى المقابل اعتبر المهندس سمير سيف، أستاذ الهندسة التخطيطية، رئيس لجنة التوسعات العمرانية فى المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، رصد المحافظة 25 مليون جنيه لتطوير واجهات عقارات الكورنيش «حفاظا على التراث القومى»، على حد وصفه. وأضاف: تطوير العقارات الآيلة للسقوط أمر ضرورى إلا أن تطوير عقارات الكورنيش لا يأتى على حسابه، بل إنه أمر ضرورى لتحقيق جانب جمالى مهم للمحافظة، مشيراً إلى أن قيمة أصول هذه العقارات تتعدى المليارات، وإنفاق الملايين لتطويرها أمر طبيعى، على حد قوله.