شكّل البيت الأبيض لجنة خاصة لتقييم الأضرار التى سببتها موجة البرقيات الدبلوماسية السرية التى سربها موقع ويكيليكس الإلكترونى وتنسيق الجهود لتشديد الإجراءات الأمنية فى الوكالات الحكومية. وقال مسؤولون بالبيت الأبيض، إن فريق الرئيس باراك أوباما للأمن القومى، شكل لجنة من الوكالات المختلفة لتنسيق رد فعلها على التسريبات والتوصل إلى سبل جديدة للحفاظ على سرية الوثائق التى يحظر اطلاع الجمهور عليها. ووجهت سلطات الجيش الأمريكى لبرادلى مانينج، الجندى الذى عمل محللاً لمعلومات المخابرات بالعراق، تهمة تحميل أكثر من 150 ألفا من برقيات وزارة الخارجية بدون إذن، غير أن المسؤولين الأمريكيين أحجموا عن قول ما إذا كانت هى نفس البرقيات التى نشرها موقع ويكيليكس، كما يجرى تحقيق جنائى أمريكى مع موقع ويكيليكس بسبب ما نشره. وقال مايكل ليتر، رئيس المركز الوطنى الأمريكى لمكافحة الإرهاب، إن ما نشره موقع ويكيليكس كشف خطر توفير «معلومات أكثر من اللازم لأشخاص لا يحتاجونها بالفعل». وأضاف: «من المؤكد أننا سنعيد تقييم أين تذهب المعلومات». وعلى صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها عرضت حماية نشطاء حقوق الإنسان وآخرين قد يعرض الكشف عن وثائق «ويكيليكس» حياتهم للخطر، وقال مسؤول أمريكى رفيع إن الوثائق المسربة ألحقت ضرراً بالغاً بالجهود الدبلوماسية، وإن الحكومة الأمريكية قالت إنها قد تعرض للخطر نشطاء فى بلدان سلطوية ورد ذكر محادثاتهم مع دبلوماسيين أمريكيين فى البرقيات المسربة. وقال بى. جيه. كراولى، المتحدث باسم وزارة الخارجية: «سفاراتنا فى شتى أنحاء العالم على اتصال بهؤلاء النشطاء فى المجتمع المدنى وحقوق الإنسان، وقد حذرناهم مما سيحدث، ونحن مستعدون لمساعدتهم وحمايتهم بكل ما فى وسعنا إذا اقتضت الضرورة». وعلى الصعيد نفسه، وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بأنه «فوضوى» لا يستحق الاستفادة من الحقوق الممنوحة للصحفيين. وعلى صعيد آخر، قال متحدث باسم موقع ويكيليكس إن موظفى الموقع لا يعرفون هل محلل الاستخبارات السابق بالجيش الأمريكى الذى اعتقلته السلطات العسكرية هو مصدر البرقيات الدبلوماسية الأمريكية السرية التى نشرت هذا الأسبوع، أم لا. يأتى هذا بينما نفى مسؤول يمنى تسريبات ويكيليكس المتعلقة ببلاده التى نسبت إلى الرئيس على عبدالله صالح، عرضاً بالتغطية على ضربات أمريكية لضرب متطرفى القاعدة فى بلاده، وأكد المسؤول أن بلاده تعانى دائما من «الافتراءات» بشكل يجعلها محلا للهجوم بما ينال سمعتها الدولية باستمرار. وبحسب تقرير أرسله السفير الأمريكى فى صنعاء، بدا الرئيس اليمنى على عبدالله صالح وكأنه أقر فى يناير خلال لقاء مع الجنرال ديفيد بترايوس، بالتغطية على غارات أمريكية على الأراضى اليمنية، من خلال الإعلان عن أن بلاده هى التى تقوم بشن تلك الغارات. وفى شأن متصل، أكد تقرير دبلوماسى كندى قلق السفير الأمريكى فى كابول من أن يتسبب نشر موقع ويكيليكس آلاف الوثائق الدبلوماسية الحساسة فى دفع الرئيس الأفغانى حميد كرزاى إلى «قطع جسور التواصل» مع ائتلاف حلف الأطلسى، حيث تخوف السفير الأمريكى من شعور كرزاى ب«الاضطهاد» بما يدفعه لقطع العلاقات مع الأطلنطى. وفى هذا الإطار، اتهم حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا إسرائيل بالوقوف وراء نشر الوثائق السرية للخارجية الأمريكية عبر موقع ويكيليكس، بهدف تحجيم تركيا والضغط عليها، وقال نائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية حسين شيليك، المتحدث باسم الحزب أيضا، فى تصريحات إن إسرائيل ربما تكون قد تولت هندسة عملية نشر الوثائق عبر الموقع كمؤامرة من أجل الضغط على تركيا سواء فى سياساتها الداخلية أو الخارجية.