لا أدري بالتحديد أين هي المشكلة، فبعد ما رأيته من نزاهة - بحذف الألف - أصابني إحساس كبير باليأس و الإحباط، أصابني كأن شخص ما أطلق علي طلقة من إحدى بنادق البارود قديمة الطراز، الإصابة كانت مؤلمة جداً و غير معروف مكانها بالتحديد، إصابة جعلتني أتبرجل كثيراً في كتابة أي خواطر تجوب في ذلك العقل الذي قارب على الإنفجار من كثرة ما رآه، فشلت كتلميذ خايب في إمتحان لغة عربية يريد كتابة موضوع تعبير بحيث لا يقل عن 100 سطر، فكان الحل أن يكتب خمسة عشر سطراً ثم يبدأ في إعادتهم مرة أخرى حتى يصل إلى العدد المطلوب على أمل ألا يقرأ المصحح باقي الموضوع، و من يعلم فقد يدخل موضوعه في سحب ما و يكسب سيارة أم عيون جريئة، لذلك أرجو ألا يكمل أحد قراءة باقي كلامي حتى لا يكتشف أن هناك كلام مكرر أو يسرق باكورة أفكاري ليدخل بها السحب و يكسب السيارة بدلاً مني. كلما بدأت في الحديث عن فكرة جديدة أتوقف في المنتصف، قد يكون السبب أني غيرت مكان مكتب الكومبيوتر فأصبح ظهري للعالم بعد أن كنت مقبلاً عليه بصدر مفتوح، أو لأن كثرة الأخبار السيئة التي تحيط بنا نجحت في جعل من الشربات فسيخ، و من العجل جمل، و إختفى القمر و لم يبقى منه سوى هلال صغير الحجم لا يحل و لا يربط، فالليل أصبح أكثر ظلاما ً و كان لابد من تدخل جراحي إكلينيكي بزرع عواميد إنارة تنير الطريق حتى يعرف المواطن البسيط من هو اللص الذي سرق محفظنه، لأنه عند الذهاب إلى أي مركز شرطة و أبلغ عن الواقعة سيطلبون منه ذكر شكل و إسم و مكان إقامة ذلك الحرامي حتى يمكنهم إلقاء القبض عليه. صدق المطرب الشعبي العاطفي الخلوق الذي قال " الدنيا خربانة "، عند سماعي لهذه الأغنية لأول مرة أصابتني حالة من القئ من هذا الفن المتردي، و هذه المصطلحات المتدنية الملحوسة تراب، لكني الآن أوجه إعتذاراً لمؤلف هذا الكلام البارع، فالآن أنا أعلم أنه كان لديه بعد نظر مستقبلي، ذلك البعد الذي لم نستطع نحن أصحاب العقول الشغالة و المفكرة و الشهادات و البكالوريوسات و الليسنسات أن ندركه، فتحية طيبة له و أتمنى أن يقبل إعتذاري فأنا لست حمل التنديد و الشجب والإدانة. بقلم م / مصطفى الطبجي [email protected]