سأبدأ المقال بموال المطرب الشعبى محمد طه، الذى كان يقول فيه «أول ما نبدى القول نصلى على النبى» اللهم صل عليه. وخلونى أتقمص شخصية عم حسين بياع شَرَبة الزيت بفتح الشين والراء وأقول مثله «موسى نبى، عيسى نبى، محمد نبى وكل من له نبى يصلى عليه» سمعونا الصلاة على نبينا محمد. وأتقمص أيضاً شخصية خطيب الزاوية الصغيرة عندما يقول فى منتصف خطبته بصوت جهورى «سمعونا صلاة النبى» اللهم صل عليه: عزيزى القارئ.. بصراحة هذا المقال حساس، وقد يغضب البعض منى، ولهذا أصلى على الحبيب محمد، وأنتم كمان قولوا مثلى، واطلبوا لى الرحمة. مقالى عنوانه هو «العشرة غير المبشرين بالجنة» أقصد جنة مصر، المقال قد يكون قاسياً وزاعقاً وصريحاً كما فانتازيا التمثيل الكوميدى، أو كما الغناء السوبرانى لمطربى الأوبرا، أو التمثيل الكريشندو، الذى كان يبرع فيه فنانا الكبير يوسف وهبى. ندخل فى الموضوع، أنا متعصب لثوار يناير، أعتز بأننى كنت من الحاضرين فى ميدان التحرير وقت الثورة، ومقالاتى فى «المصرى اليوم» كانت ضد الحكومة والحزب الوطنى ونظام مبارك لمدة سنوات طويلة قبل ثورة يناير، أنا أشعر بأن هناك تحاملاً شديداً عليهم، أشعر بأن البعض قد بدأ يهاجمهم، اتهامات وصلت إلى حد أن بعضهم اتهم بأنه «الطابور الخامس» وبالخيانة، ويقبض من الخارج، وهذا حرام أكبر حرام. نعم هناك تحامل عليهم لكن - بعض قياداتهم - هم سببه، فهم يبتعدون برغبتهم عن قطار مصر، وعن جماهير 30 يونيو، ترى هل أخذوا جانباً؟.. طيب لماذا؟ هل لم يطوروا أنفسهم بسبب صغر سنهم؟ هل أفكارهم التى كانت منذ ثلاث سنوات هى هى لم تتغير، هل بسبب أن تظاهراتهم هى هى لم تتغير، وهتافاتهم هى هى، «الداخلية حراميه».. «يسقط يسقط حكم العسكر».. توقيتاتهم وظهورهم على المسرح السياسى فى يناير كان كتوقيت حرب أكتوبر، أما توقيتات يونيو فهى كتوقيتات نكسة 67. حضرات القراء.. قد تسألوننى عن أسماء هؤلاء غير المبشرين بالجنة، هذه الأسماء على مسؤولية الذين عملت معهم استبياناً سريعاً من فئات مختلفة من الناس، شاب - كهل - فتاة - امرأة - فلاح - عامل. أولهم أن د. عمرو حمزاوى، الذى فقد بريقه وتوهجه السياسى ولمعانه غير العادى مع بداية يناير، وهو للأسف لايزال يعيش هذا الدور مع أن شمسه قد بدأت تغرب، فقط يركز على دور معلم الديمقراطية للشعب المصرى بمقالاته «على هامش الديمقراطية» التى يحشو فى ثناياها أن لدينا حكماً فاشياً، عسكرياً، وأن ما حدث فى يونيو هو انقلاب عسكرى ناعم، وليسمح لى وأنا أستاذ فى العلوم السياسية، وزميل فى أكبر جامعة بأمريكا «جامعة جورج تاون» أن أقول له قولاً مشهوراً. Dont teach my democracy teach me how to do it . لا تعطني دروساً في الديمقراطية، ولكن ساعدني في كيف أطبقها. أما الباقون مثل محمود سعد، ريم ماجد، وائل قنديل، باسم يوسف، أحمد ماهر، أحمد دومة، محمد عادل، د. محمد الجوادى، بلال فضل» فهم على رأسى، لن ننسى دورهم، وتأثرنا جميعاً بهم، وحزين من أجلهم، غاضب لغضبهم المشروع. «يا كايدهم يا أهلى» أنا إسماعيلاوى حتى النخاع، أفرح لفوزه، وأحزن لهزيمته، أنهار لانهياره، خصوصاً هذه الأيام. عزيزى القارئ.. ومع ذلك لو سألتنى من هو رمز كرة القدم، بل رمز الرياضة المصرية لأجبت دون تفكير وبكل مشاعرى النادى الأهلى، لو سألتنى من هو المارون جلاسيه لكرة القدم المصرية، أجيبك دون تردد النادى الأهلى، لو فاجأتنى بسؤالك عن مشاعرى عندما يلعب أفريقيا ودولياً لرددت دون تردد هو النادى الأهلى. لو سألتنى ما أفضل إدارة رياضية فى مصر لقلت فوراً إدارة النادى الأهلى، ولو سألتنى من هم اللاعبون الذين يقاتلون من أجل مصر فى الملعب؟، إجابتى هى لاعبو الأهلى. حضرات القراء.. شىء يفرح ويسعد كل مصرى أن يشارك النادى الأهلى لخامس مرة فى كأس العالم للأندية، وأن يحصل على جائزة الإبداع العالمية، التى تنظمها مؤسسة محمد بن راشد، هذا الرجل الرائع حاكم دبى. الأهلى حصل على بطولة الأندية فى أفريقيا بتألق شديد فى وقت عصيب تمر به كرة القدم المصرية، فلا دورى، ولا كأس، يتألق بإدارة حكيمة راقية تكال لها اللكمات والخناجر من كل مكان، ومع ذلك لا تهتم بهؤلاء الذين يلبدون فى الدرة وفى أيديهم مدافع رشاشة لاصطياد الإدارة، وبالتالى إسقاط النادى الكبير، هناك من يمسك لهم بندقية آلى، والبعض يمسك فى يديه مسدسات سريعة الطلقات، وربما البعض يجهز لعبوة ناسفة كبيرة، للتخلص من إدارته ولاعبيه وجهازه الفنى الكفء بل ربما مبنى النادى الكبير. حضرات القراء.. من فضلكم، أرجوكم، اتركوا النادى يعمل فى هدوء فهو كافى خيره شره، ارفعوا أيديكم عنه، بطلوا تلسين عليه، منافقو الإدارة الرياضية الحكومية عليهم أن يتوقفوا، لولا العيب لطلبت منهم أن يكتبوا يافطة كبيرة على مدخل النادى تقول «يا كايدهم يا أهلى». مشاعر: محمود سعد تحول إلى «كومبارس».. وعمرو أديب «مقاتل كل العصور».. جابر نصار «خسر الطلبة والحكومة».. و«أبوتريكة» خسر أمام الوزير محمود سعد- عمرو أديب.. يرى كثيرون أن مسيرة محمود سعد الإعلامية دخلت فى مطبات عديدة هو السبب فيها.. ويرون أنه أوقع نفسه فى- مطبين- الأول عندما افترسه أنس الفقى وزير الإعلام الأسبق فى حوار أسقطه أمام الجماهير عندما أعلن عن ملايين الجنيهات التى يحصل عليها كل شهر، ثم ذكره بعلاقته مع علاء مبارك وكيف كان يسعى وراءه بكل قوة. السقطة الثانية كانت فى حواره مع الكاتب المبدع وحيد حامد على الهواء عندما اتهمه بأنه هاجمه بسبب التحولات السياسية التى سيطرت عليه وعلى أدائه، سعد لم ينزل التحرير فى يناير وجلس بالبيجاما فى منزله كما قال، دعا لمرسى الرئيس السابق وساعد على نجاحه. محمود الآن ضد 30 يونيو ويراها انقلاباً عسكرياً. نظلمه لو قارناه بالإعلامى عمرو أديب المقاتل فى العصور قبل يناير وبعدها- رجل ملهوف على الوطن ويشحن الجماهير بنجاح مذهل، فكلمته مسموعة عند جماهيره. سعد كان نجماً وللأسف حول نفسه إلى كومبارس وكنت أتمنى أن يستمر نجماً كما كان لأننى أحبه. أما أديب فكان نجماً وأصبح نجماً فوق العادة الآن. د. جابر نصار- د. حسام عيسى.. نصار كلما جرى وراء فرصة للشهرة وحصل عليها بنفسه. رئاسته للجامعة انتهت عندما رفض الطلبة مشاركته فى جنازة شهيد كلية الهندسة، أصبح مقرراً للجنة الدستور، عناده وتصلبه فى الرأى ويقينه بأنه أكبر من أساتذة القانون الدستورى الكبار كالدكتور يحيى الجمل والدكتور إبراهيم درويش جعلته يتعامل فى اللجنة وكأنه هو الفاهم والباقى لا يفهمون. زايد على الشرطة وعلى الثائر الحق د. حسام عيسى عندما اتهم الداخلية بقتل شهيد الجامعة دون دليل مادى، ثم عندما أراد أن يكسب دور البطولة على حساب د. حسام عيسى للأسف لا طال ناقة ولا جمل.. فقد خسر الطلبة وخسر الحكومة. د. زياد بهاء الدين.. سياسى تنفيذى فرس بفتح الفاء والراء الجميع بقرابة أقواله وبرودة كلماته والده كان الكاتب والمعارض والوطنى الكبير أحمد بهاء الدين. وقف ضد السادات بالرغم من علاقتهما القوية، كان مفكراً ووطنياً حتى النخاع، عاش ومات والجميع كان يحترمه ويحترم أفكاره المستقبلية لمصر. أما الشبل الذى هو ليس من ذاك الأسد. فلا هو سياسى فاهم ولا هو تنفيذى مقنع. الإعلامى حسن المستكاوى. بصراحة مقالات حسن تشجينى، تطربنى، متعة أن لمزات وهمزات المستكاوى الصغير، ثقافية رياضية عالمية، وعن إدراكى جمال التعبير، سخرية دمها خفيف، ويبدو أنه يريد أن يلاحق والده الراحل العظيم المستكاوى فى مقالاته وفى أدائه اللاذع. قلت له مرة إنت ممتع ولكن الأب أكثر متعة، أنت ساخر ولكن الوالد أكثر سخرية. من فضلك اقرأ مقاله تحت عنوان مصلحة مصر فى الشروق ولك الحكم. أبوتريكة لاعب كرة القدم.. قلت قبل ذلك إنه يفوز دائماً فى الملعب بسبب مهاراته وبسبب النجوم الذين لعب معهم، ولكنه يخسر دائماً خارج الملعب، استفزنى عندما رفض مصافحة نجم كبير بل أكبر منه هو الوزير طاهر أبوزيد، وكذلك رفضه استلام الجائزة منه، ولم أر أو اسمع أن لاعباً فعل ذلك فى مشارق الأرض ومغاربها، ثم استفز الجميع عندما برر ذلك بأن النجم طاهر لم يقابله مقابلة كويسة ولهذا فعل ما فعله. سؤالى.. هل سيصل إلى للمكانة طاهر أبوزيد كوزير أم أقصاها مدرب فى الأشبال بأى ناد غير الأهلى؟!