تقرير عربي: نكبة مائية في مصر 2015

أكد المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، في تقريره الذي عرض في المؤتمر السنوي للمنتدى، الخميس والجمعة، في العاصمة اللبنانية «بيروت»، أن دولتين عربيتين فقط ستكونان فوق خط ندرة المياه بحلول عام 2015، فيما ستكون مصر وباقي دول المنطقة تحت خط الندرة الحادة للمياه بحلول العام ذاته.
ووصف التقرير الذي حمل عنوان «المياه إدارة مستدامة لمورد متناقص»، هذا الوضع بأنه «النكبة المائية.. تقرع أبواب العرب».
أكدت نتائج التقرير أن العالم العربي سيواجه «وضعية ندرة المياه الحادة» ونقص الغذاء بحلول عام 2015، حيث تنخفض خلالها حصة الفرد السنوية من المياه إلى أقل من 500 متر مكعب، (10 مرات أقل من المعدل العالمي الذي يتجاوز 6000 متر مكعب للفرد).
وحذر التقرير من أن الوضع سيزداد تدهوراً في غياب تغييرات جذرية في السياسات والممارسات المائية، وما يتبع ذلك من مضاعفات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة، لافتاً إلى أن المصادر المائية في العالم العربي، التي يقع ثلثاها خارج المنطقة، تُستغل إلى أقصى الحدود.
أظهرت النتائج أن 13 دولة عربية تقع بين الدول ال19 الأفقر مائياً في العالم، وكمية المياه المتوافرة للفرد في ثمان دول اليوم أقل من 200 متر مكعب سنوياً (أقل من نصف الكمية المعتبرة ندرة حادة في المياه)، وينخفض الرقم إلى ما دون 100 متر مكعب في ستة دول.
وبينت النتائج أن العراق والسودان فقط سيبقيان فوق خط ندرة المياه سنة 2015، وأن تغير المناخ سيزيد الوضع تعقيداً، مع احتمال مواجهة الدول العربية- مع نهاية هذا القرن- انخفاضاً يصل إلى 25٪ في الأمطار، وارتفاعاً قدره 25٪ في معدلات التبخر.
أقيم المؤتمر تحت رعاية رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، وقال في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير البيئة اللبناني «طارق مترى»: «نحن نتطلع إلى التمعن في نتائج التقرير وتوصياته. على الدول العربية وضع سياسات وتنفيذ برامج لإدارة المياه، لضمان توافرها على نحو يكفي لدعم متطلبات الحياة والتنمية. لا بد من استغلال المياه المتوافرة بكفاءة، لنحصل على أعلى كمية من الإنتاج باستعمال أقل مقدار من الماء، وهذا يتطلب، إلى جانب الاستثمارات، إصلاحات جذرية في المؤسسات والقوانين».
وقال أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية، «نجيب صعب»: «لأن النكبة المائية تقرع أبواب العرب، فنحن نضع بين أيديكم تقرير المياه: (إدارة مستدامة لمورد متناقص)، على أمل أن يسهم مع نتائج نقاشات المؤتمر وتوصياته في عكس اتجاه الكارثة المائية، فتحديات المياه واحدة، وينبغي الاستفادة من جميع التجارب لحلها».
وعرض العالم المصري الدكتور «فاروق الباز» مدير مركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن، دراسة خاصة أجراها لتقرير المنتدى حول اكتشاف مياه جوفية في الصحارى العربية بواسطة صور الأقمار الصناعية.
وقال الباز إن المياه الجوفية تمثل أحد أثمن الموارد الطبيعية في العالم العربي، وهناك أجزاء واسعة في هذه المنطقة مازالت تنتظر استكشاف مكامنها، بما في ذلك المساحات الشاسعة المغطاة بالرمال في الصحراء الأفريقية الكبرى والربع الخالي.