لقد تابعنا جميعاً عبر وسائل الإعلام المختلفة تلك الأحداث الدامية من جرائم العنف والقتل التى طفت على سطح المجتمع فى الآونة الأخيرة بشكل يثير الرعب والخوف!! ولعلى لا أبالغ إذا قلت إنها أصبحت ظاهرة تهدد أمن المجتمع واستقراره.. ومن العجيب أنها طالت كل الفئات والطبقات بلا استثناء.. فلا يوجد برنامج حوارى أو إخبارى على شاشات الفضائيات إلا وتضمن خبراً عن جريمة عنف أو قتل يشيب لها الولدان وتقشعر منها الأبدان.. الأمر الذى يستلزم معه البحث عن الأساليب والدوافع التى أدت إلى انتشار هذه الظاهرة بتلك الصورة المرعبة والمروعة.. ولعلنا جميعاً نتساءل: هل السبب هو عدم الشعور بالأمن، وتفشى البطالة بشكل لم يسبق له مثيل؟ أم هو فقدان الأمل والشعور باليأس والإحباط لدى قطاع عريض من الشباب؟ أم هو الغلاء الفاحش الذى طال كل شيء، أم الهوة الكبيرة.. ما بين غنى مترف وفقير معدم؟ أم غياب العدل وضعف الوازع الدينى بين الكثير من أبناء الوطن؟ أم اختفاء القدوة وظهور الصفوة؟! ففى واقع الأمر لا أستطيع الجزم بأن هناك سببا محددا وراء تنامى تلك الظاهرة.. ولكن يمكن القول بأن كل هذه الأساليب سالفة الذكر مجتمعة هى التى أدت إلى انتشار جرائم العنف بجميع صوره وأشكاله.. وهنا يطرح السؤال المهم نفسه: ما هو السبيل إذن للخروج من هذا النفق المظلم للقضاء على مظاهر العنف أو على أقل تقدير الحد من تلك الظاهرة قدر المستطاع؟ وللإجابة أستطيع القول بإيجاز إنه لابد من تضافر وتكاتف كل المؤسسات سواء كانت حكومية أو أهلية، أو منظمات مجتمع مدنى لدراسة تلك الظاهرة التى باتت تهدد مستقبل وأمن الوطن دراسة علمية دقيقة مع الاستعانة بالمتخصصين الاجتماعيين والنفسيين ورجال الدين لوضع أنسب السياسات للقضاء على مسببات العنف.. وبذلك يسترد المجتمع توازنه واستقراره وأمنه.