شهد الأسبوع الماضى حلقة جديدة من سلسلة مذكرات الرؤساء الأمريكيين، حيث أصدر الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر مذكراته التى تحمل اسم «ذاكرة البيت الأبيض» The white house diary الصادرة عن دار نشر Farrar باللغة الإنجليزية فى 592 صفحة. ويعد جيمى كارتر من أشهر الرؤساء المعروف عنهم الاهتمام بتسجيل المذكرات، حتى إنه كان يكتب عدة مرات فى اليوم الواحد ملاحظاته وأفكاره والأحداث التى يمر بها داخل أروقة البيت الأبيض، وكانت سكرتيرته تتولى جمع هذه الأوراق وتنظيمها فى ملفات، واكتشف كارتر، بعد انتهاء فترة رئاسته عام 1981، أنها أصبحت اثنى عشر مجلدا تحتوى على أوراق تتجاوز الخمسة آلاف صفحة. وقد أعلن كارتر (87 عاما)، الذى سبق أن نشر خمسة وعشرين كتابا عن السياسة، أن إصدار مذكراته بمثابة فرصة أخيرة لتقديم رؤيته للأحداث التى وقعت أثناء توليه الرئاسة الأمريكية، وعلى الرغم من كون هذه المذكرات تحمل أفكاراً وانطباعات تغيرت داخل كارتر تجاه الأحداث والأشخاص وراودته إغراءات كثيرة لتغيير ما كتب فترة الحدث، الأمر الذى قد يعطى انطباعات سلبية بشأن سوء تقديره للأمور وإصداره لبعض القرارات الخاطئة، لكنه كان حريصا على عدم المساس بما كتبه قبل ثلاثين عاما، ولأنه من الصعب إصدار المذكرات كاملة فقد حاول انتقاء الأجزاء الأكثر ارتباطا بالأحداث الحالية مثل دوره فى مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل فى كامب ديفيد، وهى المباحثات التى تسببت فى تعرضه لضغوط نفسيه شديدة كان يحاول التخفيف منها بالركض من 3 إلى 7 أميال يوميا وكاد يركع فرحا بتوقيع اتفاقية السلام وعودة الوفود إلى بلادها. كذلك تعرض كارتر فى مذكراته إلى العلاقات الأمريكية - الصينية والأسلحة النووية وخسارته فى انتخابات الرئاسة عام 1981 بعد فشله فى التعامل مع أزمة الرهائن الأمريكيين المحتجزين فى السفارة الأمريكية فى طهران.الجدير بالذكر أن مذكرات الرئيس جيمى كارتر الكاملة تم الاحتفاظ بنسخة منها داخل مكتبة كارتر الرئاسية بمتحف أتلانتا لكنها غير متاحة للجمهور للاطلاع عيها حتى اليوم.
