لم يكن العطش وحده سبب معاناة تلاميذ مدرسة «طحاوى» للتعليم الأساسى التى تقع على ضفاف بحيرة قارون. الانقطاع الدائم لمياه الشرب واحتياج التلاميذ لاستخدام الحمامات جعلا المدرسة، ومع دقات جرس الفسحة، تتحول إلى حلبة يتصارع فيها التلاميذ نحو جراكن المياه، فكل منهم يحاول الوصول مبكرا للفوز بكوب مياه يعينه على تحمل العطش طوال اليوم الدراسى، فيما يتسلق بعضهم أسوار المدرسة للذهاب إلى منازلهم لاستخدام الحمامات، ويتشاجر آخرون حول أسبقية الوصول إلى جركن مياه آخر، ليأخذوا دورهم مبكرا فى الحصول على المياه، قبل نفادها.مشهد يومى اعتاد عليه مسؤولو المدرسة التى تضم أكثر من 1000 تلميذ فى مراحل رياض الأطفال والابتدائى والإعدادى، ورغم إبلاغ إدارة المدرسة جميع الجهات المسؤولة، قبل عام، لحل مشكلة انقطاع المياه فإن الأمور تزداد سوءا، حسب رئيس مجلس أمناء المدرسة، محمد محمد علام، بسبب نقل المياه عن طريق فنطاس يتم تفريغ حمولته داخل جراكن يشرب منها التلاميذ: «التلاميذ يتعرضون للإصابة بالأمراض نتيجة عدم نظافة هذه الفناطيس، بالإضافة إلى امتلاء الحمامات بالقاذورات التى تعلق بأرضيتها نتيجة عدم وجود مياه لتنظيفها»،وأضاف: «أصحاب المزارع السمكية وأصحاب مغاسل السيارات يستولون على خط المياه الرئيسى المؤدى إلى قريتهم، مما يتسبب فى عدم وصول المياه إليها وانقطاعها عن المدرسة»، مشيرا إلى أنه أبلغ ذلك من خلال شكوى لرئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى، لكنه لم يفعل شيئا.معاناة تلاميذ المدرسة لا تنتهى مع انصرافهم إلى منازلهم، بسبب انقطاع المياه عن القرية بالكامل، واعتماد الأهالى فيها على شراء جراكن المياه أو الانتقال إلى القرى المجاورة لهم لتوفير احتياجاتهم منها.داخل المدرسة تنبعث رائحة كريهة صادرة من دورات المياه تهب ناحية الفصول الدراسية، ما يسبب معاناة أخرى للتلاميذ والمعلمين، حتى عمال المدرسة يعانون من عدم وجود مياه تساعدهم على تنظيف الحمامات.ميهوب ميهوب، أحد أبناء القرية، أكد أن جميع المسؤولين بالوحدة المحلية ومرفق مياه الشرب وإدارة إبشواى التعليمية أداروا لهم ظهورهم، فيما طالب جمال عبدالتواب فرجانى، نائب رئيس مجلس أمناء المدرسة. بتوفير خزانات مياه يمكن الاستعاضة بها لحين حل مشكلة انقطاع المياه، خاصة عند استخدام الحمامات.