هل أنت مؤيد للبرادعى لأنك تكره الرئيس؟! أم تختلف مع سياساته، وهل ستنتخبه لأنه جدير برئاسة دولة فى قدر مصر، أم مجرد نكاية فى الحزب الوطنى ورئيسه وقياداته؟! تلك أسئلة طرحها علىّ أحد الأصدقاء، ربما لاحظ من خلال ما كتبته فى هذه الصفحة ميلاً نحو البرادعى، أو محاولات لدعمه بالتفكير، مشيراً إلى ما اقترحته عليه، وعلى أنصاره من تشكيل لائحة انتخابية من عدد من المرشحين المستقلين فى جميع الدوائر الانتخابية، وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بكثافة. بداية، لا أحتاج إلى أن أؤكد لك أن البرادعى ليس مرشحاً حتى نؤيده أو نرفضه، ونتعهد بمنحه أصواتنا، هو رجل يسعى للضغط من أجل تنفيذ برنامج إصلاحى محدد يسبق فكرة الترشيح التى قد تأتى تالية له أو لا تأتى، وهذا البرنامج بخطوطه العريضة محل توافق وطنى عام سواء بين أنصار البرادعى أو الإخوان أو أحزاب الائتلاف أو حتى قيادات بارزة داخل الحزب الوطنى. لا أحد يستطيع الآن أن يدافع عن المادة 76 من الدستور، خاصة بعد أن انكشفت عورتها، فى ظل رغبة شبه معلنة من شخصين بقدر البرادعى وعمرو موسى للترشح، حتى وإن كان كل منهما يتحفظ ويضع قدراً من الاشتراطات، ولا أحد أيضاً يمكن أن يعترض على الرغبة فى توفير جميع الضمانات الممكنة لنزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، سواء بإعادة الإشراف القضائى أو غيرها من الآليات ذات القبول، وأيضاً هناك توافق عام على ضرورة تعديل المادة 77 وألا يسمح لأى رئيس جديد بعد مبارك بأن يستمر لأكثر من دورتين رئاسيتين. أنا وأنت والجميع نفكر فى مرحلة ما بعد الرئيس، وهذا حقنا جميعاً، وما كان يصلح للرئيس مبارك لا يجب أن تستمر صلاحيته لمن يأتى بعده، سواء فى السلطات العامة، أو فى آليات المحاسبة المعطلة بحكم الدستور والممارسة. والحقيقة أن الوقت سابق لأوانه لكى تعلن تأييدك للبرادعى أو لغيره، فقط لابد أن تعرف أن مصلحتى ومصلحتك ومصلحة الحزب الوطنى ومصر كلها، أن يكون هذا العام بداية إصلاح حقيقى فى البناء السياسى للدولة، وهذا البناء لابد أن يقوم على انتخابات جدية وحقيقية بين متنافسين على قدر من الكفاءة والقبول والمنافسة الشريفة وسط ضمانات حقيقية، لتملك بعدها برلماناً حقيقياً معبراً بأمانة عن اختيار الناس وقادراً على تحمل واجباته ومسؤولياته فى التشريع والرقابة والمحاسبة، إلى جانب انتخابات رئاسية بين قامات تليق بقدر ومقام الرئاسة، وتمنح المواطنين فرصة للفرز والاختيار، دون حجب أحد أو منعه من بلوغ حق عرض نفسه على الناخبين، وتضمن له صندوق اقتراع آمناً. المشكلة ليست فى البرادعى وغيره، فلا تؤيد هذا ولا ذاك، وحاول أن تضم صوتك لكل جهد يسعى لبلوغ انتخابات تليق بمصر، وعندما تنال ذلك، وقتها لن يضيرك من يكسب ومن يخسر، وستجد نفسك رابحاً فى جميع الأحوال، لأن ساعتها سيكون المفتاح فى يدك أنت دون غيرك..! [email protected]