بقلم : رامي حسن شحاته اكتب هذه الكلمات ردا على مقال للسيد الأستاذ الدكتور المهندس جمال الشربيني والذي كان بعنوان إيه اللي معطل مصر..وكان خلاصة المقال تتجه نحو تحميل السيد الرئيس مبارك وابنه كل مشكلات مصر، وإعتبارهم السبب الرئيس في تعطيل مصر نحو التقدم والرقي المنشود وأستعرض نقاط فرعية مثل البطانة العجوز على حد تعبير سيادته والتزاوج غير الشرعي بين رجال الأعمال وسلطة الدولة وأخيراً الدستور المعوج . هذا خلاصة ما جاء بمقال الدكتور المهندس وكان لي هذا التعقيب : كشعوب عربية نتجه دائماً لكي نلقي المسؤولية على أي شخص أو شيء ونبعد المسؤولية دائما عن أنفسنا وكأننا نحن الملائكة والآخرون دائما هم الشياطين وما أسهل أن نلقي بالتهم جزافا بلا تحديد ولا تخصيص ولا أدلة ولا براهين ولا سند من الواقع ، بالطبع أسمعك تقول أظهر وبان يا منافق الحزب الوطني ويا أحد الكبار المستفيدين من بقاء الوضع كما هو عليه أليس كذلك ؟ سيدي المحترم لا يستطيع أي إنسان مهما بلغت درجة كرهه للواقع الحالي أن يغفل دور الرئيس في حماية مصر من المغامرات غير المحسوبة وبالتالي جنب مصر ويلات الحرب والتي أعتقد أن كثير من أبناء جيلي لم يعرف معنى أن تنهمر عليه الصواريخ، وتتمزق أشلاء أسرته أمامه وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا أو يعرف معنى الغارات وإغلاق الأنوار والملاجىء وغير ذلك مما يمكن أن ترى مثله في العراق المحتل اليوم بسبب مغامرات رئيسه السابق والتي جنبتنا حكمة الرئيس رغما عن أنف الكثير التورط في مثل هذه الأهوال هذه واحدة أما الثانية يمكن أن ترجع إلى مؤشرات التقدم والنمو في التقارير الدولية التي اعتقد انك تعتقد في صدقها عن أحوال البنية التحتية من طرق وكباري وصرف صحي وتليفونات وكهرباء ومياه وغير ذلك ونصيب الفرد منها عام 1981 وحتى عام 2010 وتقارن بينها وهذا لا يعني أن الصورة ليست وردية تماما ولكن اقصد أن هناك شيء تم وحدث وتغير للأفضل أو حتى الأكثر . ثالثا عن الفساد لا يمكن أن يتحمله الرئيس فالرئيس فرد واحد بغض النظر عن مكانته ووضعه ولكن الفساد في مصر فساد مجتمع بمشاركة عدد غير قليل من أفراده استفادوا من ضعف التشريعات أو قدمها واستغلوا ثغرات القانون ولكن دائما لا يحدث تستر على فاسد ولو كان في أعلى مستويات القوة من سلطة أو مال والقضايا الكبيرة المشهورة دليل على ذلك فلو كان الرئيس مشارك في ذلك فلم يكن من الممكن أبدا كشف هؤلاء الفاسدين أو حتى محاكمتهم ! ومن أسباب الفساد أن لدينا أفكار سلبية عن أنفسنا وعن مجتمعنا ونربي أولادنا عليها وهذه الأعتقدات الفاسدة هي التي تسبب ما نحن فيه من تدهور في كثير من المجالات مثل الاتكالية وعدم تحمل المسئولية والانتهازية والأنانية والمحسوبية و الانمالية وضعف الانتماء وعليه فالمجتمع يعاني من أمراض اجتماعية خطيرة لم ولن يكون هناك فرد واحد قادر على إحداثها في شعب بأكمله ! بالنسبة لأبن الرئيس وطبقا للدستور فله الحق كأي مصري في الترشح للرئاسة إذا أراد ذلك ولكن بشروط معينة والتي تضمن المساواة بين جميع المرشحين في فرص الدعاية والتواصل مع المواطنين ما أسهل أن نعلق أخطاؤنا على شماعة الآخرين وما أصعب أن نصارح أنفسنا بالحقيقة فهذا الرجل السيد الرئيس كان له في فترات حكمه أشياء جيدة كثيرة يجب أن نعترف بها وكذلك كان هناك سلبيات لا يتحمل تبعاتها ولا أسبابها وحده ويكفي أن تعرف انه مسئول عن إطعام حوالي 80 مليون فم كل طلعة شمس وعن علاجهم وكل ما يخصهم من توفير امن وحماية من أخطار الداخل والخارج في عصر مليء بالشرور والآثام ولكم في العراق والكويت ولبنان واليمن وأفغانستان والسودان عبرة لأولي الألباب . سيدي لا تتهمني بالنفاق فكل ما أريده أن أدافع عن الحق والعدل فقد يتجه الجميع لللعن لمجرد أن الموجة الآن هي اللعن ولكن الحق والعدل يدعو لمناقشة السلبيات جنباً إلى جنب مع الإيجابيات شكرا لسعة صدرك وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير