الاتحاد الأوروبي يدعو لمراقبة حقوق الإنسان أثناء ترحيل طالبي اللجوء*

أوصى مفوض بارز بالاتحاد الأوروبي بوضع رحلات الطيران التي تستخدم لترحيل طالبي اللجوء إلى بلادهم تحت منظار حقوق الإنسان
بتوفير مراقبين على متن الطائرات.
يأتي الاقتراح بعد أن أعلنت وكالة «فرونتيكس» المعنية بحماية حدود دول الاتحاد، عن نيتها الحصول على سلطات إضافية تخول لها تأجير الطائرات وشراء المعدات الحديثة واستخدام التكنولوجيا المتطورة لحماية الحدود.
وأشارت وكالة الحدود البريطانية التي رحبت بالخطوة إلى أن بريطانيا تتابع عن كثب الأبحاث التي تقوم بها «فرونتيكس» فيما يتعلق باستخدام طائرات بدون طيار في القيام بدوريات مراقبة على الحدود.
ورغم أن بريطانيا لم توقع على اتفاق شينجين الذي رفع الرقابة عن الحدود الداخلية بين الدول الأوروبية إلا أنها تعنى بشكل كامل بأنشطة فرونتكس.
يذكر أن الوزير بوزارة الداخلية البريطانية "ميج هيليير" كان متواجدا حينما أيد اجتماع مجلس العدالة والشئون الداخلية بالاتحاد الأوروبي مساعي الوكالة و التي تتضمن:
- استئجار طائرات لنقل اللاجئين المرفوضة طلباتهم من دول الاتحاد بهدف تحسين تنسيق عملية ترحيلهم إلى آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.
-توفيق أوضاع البوابات الإلكترونية المستخدمة بالفعل بالعديد من المطارات البريطانية التي تجري مسحا بيولوجيا لجوازات سفر العابرين بهدف تشجيع تشارك المعلومات بين قواعد البيانات الاستخباراتية.
-تطوير البرامج التدريبية لخلق ثقافة جديدة لدى حراس الحدود تحترم حقوق الإنسان.
- اختبار التقنيات الرقابية كالطائرات بدون طيار والاستشعار عن بعد من أجل إحباط عمليات الهجرة غير الشرعية.
يذكر أن وكالة فرونتكس تأسست عام 2005، و قد عملت في التنسيق بين الدوريات البحرية في البحر المتوسط وبحر إيجة ضد القوارب المحملة بالمهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى أوروبا، وتبلغ ميزانية الوكالة سنويا 80 مليون يورو، ويعمل لديها 230 موظفا.
الخطوة الأخيرة التي تسعى إليها الوكالة من شأنها أن توسع من دورها؛ حيث سيكون لديها ضباط اتصال في تركيا، وهي الدولة التي يستخدمها الكثير من المهاجرين كترانزيت للانتقال إلى دول الاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة للدعوة إلى وضع مراقبين على متن الرحلات الحاملة لطالبي اللجوء، فجاءت استجابة لادعاءات المرحلين بتعرضهم للضرب والانتهاكات من جانب الحراس.
بالكشف عن زيادة السلطات الممنوحة للوكالة، قالت «سيسيليا مولستروم»، المفوضة السويدية للشئون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، إن هناك حاجة إلى التأكد من أن عمليات الترحيل تحترم حقوق الإنسان، مع توافر مراقب يقدم تقاريره عن عمليات الوكالة. ويجب أن يصادق البرلمان الأوروبي أولا على مساعي فرونتكس.
وهناك دول أوروبية باستثناء بريطانيا بالسماح بحضور أفراد تابعين للصليب الأحمر أثناء ترحيل طالبي اللجوء إلى بلادهم. وبالرغم من ذلك، رحبت وكالة الحدود البريطانية بتوسيع دور فرونتكس أملا في تنسيق عمليات الترحيل.
كما يذكر أن بريطانيا تسمح، من حين لآخر، بوجود ممثلين من إدارة المراقبة أثناء عمليات الترحيل.
ومن المنتظر أن تعقد فرونتكس مؤتمرا في شهر يونيو المقبل، ويصاحب ذلك عرضا تقتنيا لاستخدامات الطائرات بدون طيار لأغراض مراقبة الحدود.
وقال الألماني «أدجار بيوجلز»، مدير الأبحاث والتطوير بفرونتكس، إنه يتوقع حضور الشركات والوكالات البريطانية للاشتراك في الحدث الذي تستضيفه إسبانيا، مشيرا إلى الاهتمام البريطاني البالغ بتلك التقنية، فيما صرح متحدث باسم وكالة الحدود البريطانية أن الوكالة تابعت تطور استخدام هذه الطائرات لأغراض المراقبة، ورغم أنه أشار إلى عدم وجود خطط لاستخدامها في المرحلة الحالية، إلا أن الفكرة ليست مستبعدة بشكل كامل.
ورحب ناطق باسم الحملة المناهضة للترحيل بالدعوة إلى تعيين مراقبين، مشيرا إلى أن تلك الخطوة سوف تعزز من إمكانية محاسبة مرتكبي الخروقات على مستوى آخر بعيد عن الحكومات، مشيرا إلى أنها سوف تصعب كذلك من الاعتراض على الترحيلات.
*كتب التقرير «اوين بوكوت»
مترجم عن صحيفة الجارديان البريطانية