قال مجدي سالم، رئيس الحزب الإسلامي، التابع لتنظيم الجهاد، القيادي ب«التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب»، الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها من بعض القوى الإسلامية، إن ما يجري في مدينة كرداسة من شأنه «تعميق الأزمة الراهنة في البلاد وخلق بؤر توتر جديدة». وأضاف أن نهج قوات الأمن في قريتي دلجا بمحافظة المنيا، وكرداسة بالجيزة، هو جزء من «الأخطاء الأمنية المترتبة علي الانقلاب العسكري الذي يعالج مشكلة ما بمزيد من المشاكل الأخري»، بحسب تعبيره. وكانت قوات مشتركة من الجيش والشرطة، اقتحمت، فجر الإثنين الماضي، قرية دلجا، بعد شكاوي من بعض سكانها، خاصة المسيحيين منهم، من تعرضهم وتعرض كنائسهم ومنازلهم لعمليات تخريب وحرق وسلب ونهب، على يد مسلحين، أدت لفرار عشرات الأسر خارج القرية، وذلك منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، في يوليو الماضي. وفي المقابل يقول أنصار مرسي إن قوات الأمن اقتحمت القرية؛ لمنع المظاهرات اليومية التي تخرج فيها للمطالبة بعودة الرئيس المعزول للحكم. واقتحمت القوات، فجر الخميس مدينة كرادسة، واشتبك معها عدد من المسلحين بالأسلحة الرشاشة، قبل أن تتمكن القوات من دخولها. وقال شهود عيان إن قوات الأمن بدأت في اقتحام بعض منازل قيادات جماعة الإخوان المسلمين في المدينة، فيما تطارد آخرين عبر إطلاق طلقات نارية في الهواء، وذكر الشهود أن مروحيات تابعة لقوات الجيش والشرطة حلقت في سماء المدينة مع بدء الحملة الأمنية. وكانت مصادر أمنية قالت أمس الأربعاء إن قوات من الشرطة مدعومة بقوات من الجيش تستعد لشن حملة أمنية واسعة خلال الساعات القليلة القادمة على كرداسة؛ بهدف القبض على المتهمين بقتل 11 ضابطاً وفرداً من قوة قسم شرطة كرداسة، وذلك في هجوم مسلح تعرض له القسم خلال أغسطس الماضي، إضافة إلى ضبط العشرات من المطلوبين أمنياً في الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة. واعتبر سالم القيادي ب«التحالف» أن ذلك من شأنه «تعميق الأزمة الحالية، والتقليل من فرص الوصول لحل سياسي ومخرج من المأزق الراهن، خاصة أن الحل الأمني ليس هو المناسب بأي شكل من الأشكال»، حسب قوله. ورأى أن مصر في «حاجة إلى حل سياسي، وفكر رشيد، وإخلاص، وقيام كافة مؤسسات الدولة بدورها الطبيعي المنوط بها من دون تدخل طرف من الأطراف في عملها». وقال حول ما تردد بشأن وجود مطلوبين للجهات الأمنية في دلجا وكرداسة، وخاصة عاصم عبد الماجد وطارق الزمر، القياديان بالجماعة الإسلامية، وعصام العريان، القيادي بجماعة الإخوان، إنه «ثبت كذب هذه الشائعات تماماً، وليس من المنطقي أن يتواجد هؤلاء في قري ملتهبة ومسلط عليها التركيز الأمني».