نقلت وكالة «الأناضول» عن مصدر بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، الأربعاء، عن مجموعة من المعلومات التي لم تكشف من قبل عن فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس الماضي، كان أبرزها أن معلومة ساعة فض الاعتصام وصلت إلى قيادات التحالف قبل 6 ساعات من بدء الفض. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، أنه «خلال تواجد قيادات التحالف في قاعة رقم 3 الملحقة بمسجد رابعة العدوية، والتي تم تخصيصها خلال الاعتصام لقيادات التحالف كما كان يتجمع فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، وصلتنا معلومة منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء بأن قوات الأمن ستقوم بفض الاعتصام صباح الأربعاء 14 أغسطس (دون ذكر الساعة)». وأضاف المصدر للوكالة أنه «عقب وصول المعلومة، قمنا بإخلاء جزئي للقاعة رقم 3 وكذلك القاعة رقم 2 التي تم تخصيصها للمركز الإعلامي، وذلك حتى تتسع القاعتين للشهداء والمصابين الذين سيسقطون خلال فض الاعتصام، كما توقعنا»، بالإضافة إلى المستشفى الميداني. واستدرك المصدر: «قمنا أيضا عقب علمنا بموعد فض الاعتصام بإصدار تعليمات للمسؤولين عن تأمين الميدان بتشديد عمليات التأمين على المداخل والمخارج، وكذلك على المنصة (التي يلقي المتحدثون كلماتهم من فوقفها) نظرا لأن عدد من القيادات قرروا اعتلائها عقب علمهم بالفض، بالإضافة إلى تشديد تأمين سيارة البث التليفزيوني (التي استولى عليها المعتصمون) حيث كان يؤمنها عدد من الاشخاص يرتدي كل واحد منهم خوذة حديدة ويمسك في يده عصا». وقبل آذان الفجر بوقت قصير أي عند الساعة 2.30 من صباح الأربعاء، بحسب المصدر «قام محامون بإلقاء محاضرة على عدد من الأطباء والمساعدين لهم في المستشفى الميداني في كيفية توثيق أسماء الشهداء والمصابين، وذلك دون التطرق إلى معلومة فض الاعتصام حتى لا تتسرب وتتم إثارة البلبلة بين المعتصمين». ولفت المصدر إلى أنه رغم علم معظم قيادات التحالف بموعد فض الاعتصام إلا أنهم «كان لديهم إصرار علي البقاء طوال الليل في الميدان ومن بينهم صلاح سلطان ومحمد البلتاجي ومحمد جمال حشمت وعبد الرحمن البر وصفوت حجازي، وإن كانت بعض القيادات غادرت ساحة الاعتصام مع الساعة الخامسة بالتنسيق مع آخرين»، بحسب المصدر الذي لم يحدد أسماء من غادروا. وأوضح أن «مغادرة بعض قيادات التحالف لمكان الاعتصام كان بقرار من القيادة، حرصا علي عدم الإخلال بالعمل التنظيمي والميداني للتحالف». وأضاف أنه «تم الاتفاق على أن تبقى قيادات ميدانية في مقدمتها صلاح سلطان، الذي أصيب نجله بطلقات خرطوش في ظهره قبل اعتقاله مؤخرا، ومحمد البلتاجي الذي استشهدت نجلته (أسماء)، وعبد الرحمن البر، وصفوت حجازي، وياسر صديق، وإمام يوسف، الذي أصيب بخرطوش، ومجدي سالم، وكثيرون غيرهم». وشدد المصدر على أنه «لا يمكن القبول بالتقليل من جهد قيادات وكوادر التحالف في التواصل إعلاميا وسياسيا، وخاصة الذين غادروا ميدان رابعة إلى أماكن أخرى للعمل منها، حتى وإن لم تسمح الظروف الأمنية الراهنة بكشف جهودهم للملأ». وكشف عن أن «هناك قيادات أدارت المشهد من خارج اعتصام رابعة العدوية، بجانب قيادات داخل الميدان تعرضت للاعتقال». من جانبه، قال محمود فتحي رئيس حزب الفضيلة وأحد قيادات التحالف: «جاءتني معلومة فض الاعتصام عبر مصادر خاصة قبل موعد الفض بثلاثة ساعات واتجهت للدكتور محمد البلتاجي لكي أخبره بها فوجدته على علم بذلك وحثني على التمسك بالسلمية والثبات».