كأى شاب فى مثل عمره، يعيش رانى زهران - 25 عاما - حياته دون التزامات، عدا ساعات عمله الليلية كمصمم مواقع إلكترونية، يستعد بين الحين والآخر لامتحانات كلية الحقوق، يدرس فى الفرقة الثالثة نتيجة لرسوبه المتكرر فى الامتحانات. الفرق الوحيد هو أن رانى خاض تجربة الزواج وأتبعها بتجربة الطلاق، ولديه ابن وحيد يعيش مع زوجته السابقة. أغلب أصدقاء رانى ممن فى مثل عمره لم يمروا بعد حتى بتجربة الخطوبة، بينما قطع هو شوطا كبيرا جعله أكثر اندماجا مع من يكبرونه فى العمر، وهو ما جعله يروى تجربته فى الزواج والانفصال فى سن الشباب قائلا: «أنا اتجوزت وأنا عندى 21 عاما، والموضوع جه صدفة، فنتيجة لوفاة والدى ووالدتى، نصحتنى عمتى بالجواز لأنى كنت عايش فى بيت لوحدى، وجابت لى صورة عروسة، ورحت قريت الفاتحة مع أهلها من غير حتى ما أكلمها». «لا قادر أعيش زى الشباب اللى فى سنى، ولا عارف أكون زى المتجوزين» قالها رانى لتوصيف حالته بعد الطلاق السريع الذى جاء نتيجة للغيرة الشديدة بين الزوجين، والانفعال على أتفه الأمور: «صحابى كلهم دلوقتى أكبر منى، لأنى بقيت مختلف شوية عن اللى فى سنى، مفيش شاب لسه عنده 25 سنة وتلاقيه اتجوز وطلق وعنده ابن»، أصبح رانى أكثر تعودا على السخرية التى يتعرض لها كثيرا من الأهل والأصدقاء قائلين: «يابنى كلها كام سنة وابنك يحصلك فى الجامعة وتدرسوا مع بعض». أقل من عام خطبة نتج عنه زواج سريع يصفه رانى: «كنت فاكر الجواز حاجة سهلة، وإنى هتجوز وأعيش زى ما أنا، سهر وخروج، وبيات بره لو عايز، زى ما كنت بعمل قبل الجواز، يعنى من الآخر كنت فاكر الجواز شهر عسل على طول، بس اكتشفت إن الموضوع أعقد من كده بكتير»، ويعدد رانى اختلافات الحياة بعد الزواج «الجواز بيلغى فكرة الخصوصية، ما ينفعش أصيف غير مع مراتى، ما ينفعش أروح فرح أو أحضر مناسبة إلا ومراتى معايا برضه، الجواز المبكر زى حالاتى كده أسوأ حاجة فى الوجود وأكبر غلط، إزاى شاب ممكن يتقبل مسؤوليات الزواج وهو لسه بيدرس، أنا بقالى 8 سنين فى الجامعة ولسه مخلصتش، فى يوم كان ورايا امتحان ومراتى جه وقت ولادتها، وطبعا سبت الامتحان وقعدت جنب مراتى، والنتيجة الطبيعية إنى عدت السنة تانى، وهكذا». التربية التى تلقاها رانى من أب وأم منفصلين، جعلته بعد تجربة انفصاله الشخصية يفكر فى مصير ابنه، وهو ما جعله يعود مرة أخرى إلى زوجته بعد وقت من الطلاق: «لما قلت لمراتى إنتى طالق كانت بالنسبة لى كلمة عادية، معرفش إن بعديها هيبقى فيه قايمة ومصاريف حضانة ومصاريف تانية كتير، وساعات بقول لنفسى يا سلام لو مكنتش متجوز دلوقتى وعايش حياتى عادى، لكن فى الآخر رجعنا لبعض علشان أحافظ على مستقبل ابنى، ولأنى برضه بحب مراتى». تختلف قصة محاسن صابر - 31 عاما - قليلا عن رانى، حيث جاء زواجها بعد قصة حب طويلة، انتهت بطلبها الطلاق وهى فى سن الخامسة والعشرين، لتحصل على اللقب رسميا فى التاسعة والعشرين من عمرها: «المجتمع اللى إحنا عايشين فيه بيرفض فكرة إن الست ممكن تعيش من غير راجل، يعنى لو مش متجوزة يدوروا لها على عريس، ولو مطلقة وشابة زيى لازم برضه يحاولوا يجوزوها بأى طريقة، أهم حاجة إن الست متقعدش لوحدها»، وتكمل «بعد الطلاق حياتى اختلفت كتير، خاصة إن سنى صغير وفى بنات صحابى كانوا لسه متجوزوش فى الوقت اللى أنا اتجوزت واتطلقت وربنا رزقنى بابن فيه، والدتى زيها زى أى ست مصرية كانت خايفة من كلام الناس بعد الطلاق، يعنى كان لازم الخروج يبقى بمواعيد معينة ومن غير تأخير، كان فى خوف مرضى برغم إنى كنت بخرج عادى قبل الجواز، لكن المطلقة الناس بتبص لها بشكل سلبى، أنا بشتغل إدارية فى إحدى الكليات الجامعية، ولقيت بعض زميلاتى بعد الطلاق بيخافوا يكلمونى ومعتقدين إنى هخطف أزواجهم منهم، ده غير إن كل الناس بتدخل فى حياة المطلقة جارتك من حقها تعرف عنك كل حاجة، وطبعا البواب اللى بيتابع كل تفاصيل حياتك». العودة إلى منزل الأهل مرة أخرى، كان أصعب ما فى قرار الطلاق الذى اتخذته أميرة محمد – 29 عاما، حيث قررت والدتها منذ تلك اللحظة أن تتولى جميع أمورها دون الاعتداد برأيها، وذلك بصفتها مطلقة وغير مسؤولة عن نفسها: «المشكلة الأكبر فى الطلاق كانت مع أسرتى اللى قررت إنها تعمل كل حاجة نيابة عنى، لكن مع الوقت قدرت أفرض شخصيتى ورغباتى». لا تواجه أميرة مشكلات اجتماعية كبيرة بسبب طلاقها، فمعظم معارفها وأصدقاءها تعرضوا لتجربة الطلاق فى السنوات الأولى من زواجهم: «الطلاق دلوقتى بقى أبسط من زمان كتير، أنا عندى واحدة صاحبتى اتطلقت وهى عندها 23 سنة، وجارتى برضه مطلقة وهى فى نفس سنى تقريبا، لكن طبعا فى أمور كتير ما بعرفش أعملها بسبب إنى بقيت نسبيا فى مجتمع لوحدى، ما بعرفش أخرج دلوقتى مع تجمعات كبيرة لأن معظم المتزوجين بييجوا مع بعض.