اللى شبكنا يخلصنا

هل «أنف وثلاث عيون» رواية أم بوتاجاز؟.. وهل إلهة العدل عند الفراعنة اسمها «ماعت» أم «باعت»؟.. وهل الحياة فى مصر تقصف العمر أم تقصف القلم؟.. فكل فترة يسألنى قارئ والآن أيها المستمع الكريم ما هو الحل؟ فالقارئ عنده «حق» والكاتب عنده «حل» ويقول «حليم»: (اللى شبكنا يخلصنا)، فإطفاء الأنوار عادة يتبعه حدث وإن كنت لا أعرف، هل هو الحدث الأصغر أم الحدث الأكبر؟..
وقد زار «آرثر كونان دويل»، مخترع شخصية «شرلوك هولمز»، مصر وكان صديقاً للورد كرومر، وبعد أن شاهد الفقر والجهل والمرض قال: (لا حل) فهذه بلاد أعيت «شرلوك هولمز» ويريدون منى أنا المعفى من الضرائب أن أحل اللغز، فأنا مثل معظم المصريين ليس عندى «حل» لكن عندى «حلة»،
لكننى أسمع عن طائر خرافى له جناحان هما العدل والحرية، لكنه لا يزورنا مثل «هولمز»، لذلك اعمل نفسك نايم حتى يحضر، وحتى ذلك الحين أتركك مع موسيقى خفيفة.. وأنصحك أن تستمع إلى أغنية «ديميس روس» (Faraway)، يوماً ما سوف يأتى رجل آخر ويأخذك منى لأن قفص الطماطم عندك أغلى من صندوق الانتخابات..
وراجع هذه الصفحة، «(أمس الأول عمك حسين أرسل ابنه، بدلاً منه إلى الفرن بسبب وعكة ألمت به ورفض صاحب المخبز أن يبيع له إلا بعد الاطلاع على التوكيل والاستماع إلى شهادة الشهود).. فزوار الفجر هم العواجيز فوق السن يتمنى بعضهم أن يموت هو ليرتاح من الطابور أو يموت غيره ليأخذ دوره..
وصاحب الفرن لا يرحم (إنتم ناس كبار وبلاش نغلط فيكم) وهو غالباً إما يغلط فينا فيقول ل(حسين) يا ست (فوزية) أو يغلط فى العدد أو فى الحساب.. هذا الصباح، عاد عم (حسين) متحاملاً على نفسه وقال إن ابنه سافر إلى الخليج ليساعده فى زواج ابنته.. بدأ الفرن فى التسخين على الخط وتدافعنا إلى الأمام، فلم يتحمل الرجل المريض، سقط فى الطابور ومات.. تجمعنا حوله،
بينما صاحب الفرن يشخط فينا: (ياللا خلصونا)، بكينا عليه لأن دوره فى الموت جاء قبل دوره فى الطابور، فمات قبل أن يشترى لأسرته الخبز أو يستر ابنته وطلب منا عم (عباس) أن يقف مكانه.. مات عم (حسين)، فأسندناه إلى جدار معلق فوقه صورة ملونة مكتوب عليها (نعم للسيد جمال مبارك)».
galal_amer@hotmail.com