توصلت رسالة ماجستير ناقشتها كلية الآداب إلى أن الإعلام العربى بوجه عام والمصرى بوجه خاص، إعلام موجه، ويتأثر بالسياسة الأمريكية، بما يخدم مصالح القوى الأنجلو أمريكية فى ظل الرأسمالية الاحتكارية، من خلال تناول الأخبار وعرضها، اعتماداً على وكالات الأنباء العالمية المختلفة. وتناولت الدراسة، التى تقدمت بها الطالبة رويدا أحمد، للحصول على درجة الماجستير فى «الآداب» من قسم الاجتماع شعبة «الإعلام والاتصال» بكلية الآداب، أثر وكالات الأنباء العالمية على الصحف المصرية فى معالجتها الأخبار والقضايا السياسية، وقالت إن دور الوكالات يتعدى نقل الأخبار، ويؤثر بشكل أساسى فى انتقاء محتواها تحت ضغوط سياسية واقتصادية، رغم خضوعها للمراقبة. واعتمدت الدراسة على إجراء مقارنة بين جريدتى «الأهرام» و«الوفد»، كمنظمتين إعلاميتين ذاتا اتجاهين مختلفين، الأول قومى والثانى حزبى، من خلال تناول قضايا «العدوان الأمريكى على العراق» و«الصراع العربى الإسرائيلى، و«الحرب الأمريكية على الإرهاب» خلال الفترة من 2002 إلى 2005. وأكدت الدراسة أن «الأهرام» تعتمد على جملة الأخبار الواردة من وكالات الأنباء بنسبة 80٪، مقابل 90٪ ل«الوفد» من جملة الأخبار الواردة، واستشهدت بجملة التصريحات الواردة من صدام حسين التى قوبلت بالسلب فى «الأهرام»، فيما وصفته جريدة «الوفد» ب«الديكتاتور»، وفق ما جاء فى الرسالة. وانتقدت الرسالة اعتماد الجريدتين فى تغطية الغزو الأمريكى للعراق على وكالات الأنباء ومراسليها فى تغطية الأحداث، فى الوقت الذى لم يسمح فيه بوجود مراسلين عرب لتناول الأخبار. وأرجعت الباحثة اعتماد الصحف على الوكالات إلى عدة أسباب، وقسمتها إلى قسمين، الأول مادى، لعدم تحمل الصحف تكاليف وجود مراسلين خارج البلاد، والثانى تقاعس الصحف، وفقاً للاستقصاء الذى أجرته، حيث أكدت أن الصحف لا تميل للتعب، وتعتمد على توفير جهدها. من جانبها، حذرت الدكتورة نجوى كامل، وكيل كلية الإعلام أستاذ علم الصحافة فى جامعة القاهرة من تأثر الأجيال الجديدة بمصطلحات معينة، حيث نشأ على أثرها خروج جيل يعترف بدولة إسرائيل، كما تروج له الوكالات، وتتأثر به الصحف فى مصر والعالم العربى، رغم أننا نشأنا على أنه كيان صهيونى أو الكيان المزعوم. ورفضت إلقاء اللوم على الصحف المصرية فى تناولها الأخبار الصادرة من وكالات الأنباء، وقالت إن المواطن المصرى يحتاج إلى الاهتمام بقضاياه الداخلية، مشيدة بنجاح الصحف فى السنوات الخمس الأخيرة فى التغير للأفضل وإحداث التأثير المطلوب.