من الذي بنى أهرامات الجيزة ؟ الإجابة :- هرم خوفو و هرمين لسنفرو من هم أطراف معاهد كامب ديفيد للسلام؟ الإجابة :- أنور السادات - نيلسون مانديلا - شمعون بيريز متى توفي الرئيس أنور السادات ؟ الإجابة :- توفي عام 1952 م من هو رئيس الجمهورية أثناء حرب أكتبر 73 ؟ الإجابة :- الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من الذي حكم مصر بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ؟ الإجابة :- الملك فاروق متى تولى الرئيس محمد نجيب رئاسة الحكم مصر ؟ الإجابة :- في أوائل الأربعينات هذه ليست أسئلة في إمتحانات الثانوية العامة، وحتى إن كانت هذه الأسئلة يمكن أن تكون موجودة بشكل من الأشكال في إمتحان مادة التاريخ للثانوية العامة إلا أنه بالتأكيد لن تكون هذه هي الإجابات الصحيحة و الكل يعلم هذا - أو الغالبية العظمى -، الحقيقة أن كل ما سبق ليس جزء من مشهد كوميدي لفيلم ساخر، كل ما سبق هو ملخص سريع لبعض الأسئلة التي سألها نقيب المرشدين السياحيين في مقابلة شخصية مع شباب تتراوح أعمارهم بين 25 و 30 عاماً كانوا يريدون العمل كمرشدين سياحيين، و لكي تكتمل الدهشة فإعلم عزيزي القارئ أن هذه الإجابات المذهلة كانت هي الردود الحقيقة لهؤلاء الشباب على أسئلة النقيب المتواضعة . و لمعرفة القصة من بدايتها لا بد أن نوضح أن من يريد العمل كمرشد سياحي لابد أن تتوافر به ثلاثة شروط و هي أن يكون مصرياً و أن يجيد اللغة الإنجليزية وأن يكون على قدر كبير من الثقافة و المعرفة بالتاريخ المصري القديم و الحديث، وحتى يتأكد نقيب المرشدين السياحين من توافر الثلاثة شروط فإنه لا يعطي رخصة مزاولة المهنة إلا بعد عمل مقابلة شخصية مع كل متقدم للوظيفة، و عند سؤالهم بعض الأسئلة المعقدة كالسابق ذكرها كانت الكارثة بهذه الإجابات النموذجية، الطريف في الأمر أن هؤلاء المتقدمين بعد الإنتهاء من المقابلة الشخصية كانوا ينتظرون إعلان النتيجة على أمل أن يتم منحهم الترخيص، وهذا يزيد من حجم الكارثة حيث أنهم حتى لم يشعروا بأنهم أجرموا بأنهم لا يعلمون شيئاً عن تاريخ بلد يعيشون فيه و ينتمون إليه . لن نستطيع هنا أن نلوم التعليم في مصر أو على الأقل لو كان أسلوب أو نظام التعليم مذنب في حق هؤلاء الشباب بنسبة 20% فهؤلاء الشباب مذنبين في حق أنفسهم و في حق مجتمعهم بنسبة 80% , ذلك الثقافة الشخصية لا علاقة لها بمستوى و درجة التعليم، الثقافة الشخصية لا علاقة لها بنظام التعليم ما إذا كان سئ أم جيد، فهل معقول أن شباب مثل هؤلاء لم يستفيدوا بأي معلومة درسوها في مراحل التعليم المختلفة ؟ ألا يقرأون جرائد ؟ ألا يسمعون عن إحتفالات أكتوبر ؟ ألا يشاهدون برامج حوارية مفيدة ؟ ألم يستمعوا إلى حكايات من أباءهم ؟ أضعف الإيمان ألم يشاهدوا أفلاماً مصرية تحكي عن هذه الفترة ؟ هل هم مغيبين عن الماضي و الحاضر إلى هذه الدرجة ؟ إذا كانوا لم يفعلوا أي شئ مما سبق فماذا يفعلون ؟ في ماذا يقضون أوقات فراغهم ؟ يقرأون قصصاً رومانسية و أحداثاً أسطورية !! يشاهدون أفلاماً أمريكية خيالية !! يستخدمون الإنترنت لساعات لعمل " تشات " مع أصدقاء و هميين !! كل ماسبق يدفعنا نحو أمر آخر يتحدث عنه الجميع و هو إمتحانات الثانوية العامة و الشكوى المستمرة من صعوبة الإمتحانات و خروج الطلبة منهارين من اللجان و إستقبال أولياء الامور لأولادهم و الدموع في أعين الجميع و الدعوة المستمرة على وزير التربية التعليم بأنه يذبح الطلبة و يحطم أمالهم، و لكن عفواً ... هل لا بد أن تأتي جميع الأسئلة في مستوى الطالب الأقل من المتوسط حتى يستطيع الكثير و الكثير من الطلبة الحصول على نتيجة 100% ؟ و يتولد شعور بأن الشباب الصري شباب عبقري إستطاع الحصول على الدرجات النهائية لذكائه و تفوقه، ومع ذلك ما زلنا نسمع كل يوم عن طبيب مهمل و مهندس فاشل و مدرس جاهل و محاسب متلاعب، إذا كان جميع الطلبة لديهم عبقرية نادرة فلماذا الحرص على أن تكون أسئلة الإمتحانات سهلة - للغاية - ؟ هل لكي يدخل جميع الطلبة أحد كليات القمة أم في حقيقة الأمر لكي يشعر أولياء الأمور بالرضى وأن المبالغ الهائلة التي دفعوها ثمنا للدورس الخصوصية قد حققت نتيجة جيدة ؟ إعتقادي الشخصي أنه كلما كانت الأسئلة صعبة كلما كانت تحتاج إلى عقلية غير عادية وهذا سوف يكون الحل الوحيد لأسلوب التلقين والتحفيظ الذي أصبح متبعاً من قبل جميع المدرسين في المدارس و في الدروس الخصوصية، سوف يكون هذا الحل الوحيد لرفع مستوى ثقافة الطالب حيث أنه لن يكون مضطراً إلى حفظ كمية من المعلومات ليكتبها في ورقة الإجابة سوف ينساها بمجرد تسليم ورقة الإجابة للمراقب، سوف يكون هذا الحل الوحيد للقضاء على الأسلوب الخاطئ للتعليم في مصر، وبحل مشكلة التعليم و خروج شباب واعي إلى سوق العمل أعتقد أن مشكلات أخرى كثيرة سوف تختفي من المجتمع المصري، ولكن حتى يتم ما أتمناه و تتمنوه جميعا أرجو من الجميع الدعاء لطلبة و طالبات الثانوية العامة بأن تاتي الأسئلة في متناول الجميع حتى يتمكنوا من الحصول على 100% .... لأنهم عباقرة ويستحقونها . بقلم م / مصطفى الطبجي