■ لمن لا يعلم فإنه تقام فى هذه الأيام بطولة تسمى بطولة أفريقيا للمحليين للمنتخبات فى كوت ديفوار، ويشارك فيها عدد من الفرق الأفريقية على رأسها غانا وزيمبابوى وليبيا والسنغال وتنزانيا وغيرها من الفرق الأفريقية، بالإضافة إلى البلد المضيف، وقد حاولت قدر الإمكان متابعة البطولة والاهتمام بها. ولكنى لم أجد أحداً على الإطلاق يتابعها بمن فى ذلك أهالى الدولة المنظمة، التى خسرت كل مبارياتها تقريباً، ناهيك عن المدرجات الخالية تماماً من الجماهير مما يؤكد حقيقة واضحة، هى أن الدورى فى الدول الأفريقية لم يعد يمثل أدنى اهتمام للجماهير أو حتى الأندية. بل أصبح مصدراً للتصدير للخارج، فالأهم هو أن يكون هناك عدد لا محدود من لاعبى أفريقيا فى أوروبا، لذلك لم يعد غريباً أن نرى أكثر من ألف لاعب كاميرونى ونيجيرى وإيفوارى محترفاً فى كل أنحاء العالم وغيرهم من الكونغو ورواندا والسنغال وكل الدول الأفريقية، بل إنه لم يعد هناك حتى اهتمام بالملاعب هناك، فوجدنا مثلاً الأهلى يلاقى أسيك أبيدجان فى ملعب لا تتجاوز سعته ثلاثة آلاف متفرج. والأمر نفسه تقريباً يتكرر فى عدد من الدول الأفريقية التى خلت تماماً من اللاعبين الموهوبين الذين يرحلون بدءاً من سن ال18 إلى أوروبا، ولولا أن بعض الفرق التونسية مثل النجم الساحلى والترجى ما زالت تحاول حتى الآن أن تدعم صفوفها لفقدت البطولة الأفريقية للأندية أهميتها وقوتها. ولولا أيضاً أن الفيفا أسعدنا بتنظيم بطولة العالم للأندية لفقدت هذه البطولة البقية الباقية من مشاهديها فى القارة الأفريقية كلها، وتعود بى الذاكرة إلى أول بطولة فاز بها الأهلى على حساب كوتوكو الغانى وفرحة الجماهير المصرية كلها بهذا اللقب الغالى من الفريق الغانى الكبير، الذى كان يضم بين صفوفه فى ذلك الوقت أكثر من نصف لاعبى المنتخب الغانى ولديه حارس محترف من الخارج. لذلك خرج أكثر من مليون مصرى لاستقبال الأهلى لدى عودته من غانا، وهو الأمر الذى تكرر مرة أخرى بعد فوز الأهلى على كانون ياوندى الكاميرونى بضربات الجزاء بعد تبادل الفوز فى مصر والكاميرون 1/صفر لكل فريق، وأذكر يومها أننى واجهت كوندى وأبيجا وسونجو وغيرهم من لاعبى الكاميرون الكبار العظام، الذين كانوا يمثلون وقتها أكثر من نصف منتخب الكاميرون الذى أدى بشكل أذهل العالم فى كأس العالم 82 بإسبانيا، لذلك كان للبطولة شكل ولون وطعم. ولذلك أرجو ألا يغضب منى البعض عندما أؤكد أن بطولة الأندية الأفريقية لم تعد لها قوة وصعوبة البطولات السابقة، وأن فوز الأهلى بها يعد أمراً طبيعياً، لأنه الفريق الوحيد الذى يدعم صفوفه سنوياً بما لا يقل عن عشرة لاعبين أملاً فى الحصول على البطولات المحلية والأفريقية، ثم المنافسة على كأس العالم للأندية، التى حصلنا للأسف على المركز الأخير فيها مرتين رغم أننا نستحق مركزاً متقدماً طبقاً لإمكانيات الأهلى بالمقارنة مع باتشوكا المكسيكى أو أدليد الأسترالى وحتى مع ليجاكويتو الإكوادورى. وهى الفرق التى شاركت مع الأهلى فى البطولة السابقة وحصلت على مراكز متقدمة فى هذه البطولة والتى نتمنى أن نصل إليها العام القادم فى أبوظبى رغم تأكيدى من جديد أنها بطولة شرفية، إلا أنها فى نفس الوقت كرنفال جميل نتمنى أن نشارك فيه دائماً، خصوصاً أن أبوظبى ستحتضن هذه المناسبة قريباً إن شاء الله، أعود فأذكر بافتتاحية المقال بأن بطولة أفريقيا للمحليين تجرى الآن فى كوت ديفوار ولا يعلم أحد عنها شيئاً على الإطلاق. ■ يعلم ويعرف الجميع مدى حبى واقتناعى وتقديرى للنجم محمد أبوتريكة، وأعرف أننى متهم لدى الكثيرين بزيادة الجرعة والإشادة به فى كل مكان، ولعل أكثر الانتقادات التى تعرضت لها كانت بسبب دفاعى الشديد عنه بعد عبارة «القافلة تسير» والتى استغلها البعض للهجوم الضارى عليه، ويومها وقفت بجواره بشدة لقيمته التى أقدرها جداً، ولكن رغم كل هذا الحب والتقدير فإننى أقف مذهولاً لهذه الازدواجية فى التعامل بين النجوم. فأبوتريكة فاز هذا العام بلقب أفضل لاعب فى البطولة الأفريقية المحلية فاحتفلنا به بشدة وهذا حقه، ولكن فات الكثيرين أن زميله الموهوب محمد بركات قد فاز بنفس اللقب منذ عامين ولم يتحدث عنه أحد على الإطلاق، بل إن الكثيرين لا يعرفون تلك المعلومة لسبب بسيط، هو أن الفائز لم يكن أبوتريكة بل كان محمد بركات!! والغريب أن الموقف نفسه يتكرر الآن فقد فاز أبوتريكة بلقب الأكثر شعبية فى استفتاء ال«بى بى سى» العربية ومعها أحسن لاعب أفريقى، فأقيم احتفال كبير حضرته كل وسائل الإعلام وتبارى الجميع فى الإشادة بالاستفتاء وبنجمه أبوتريكة وأشاركهم طبعاً الرأى ولكن لماذا لم يتم الإشادة بهذا الاستفتاء عندما فاز به محمد بركات!! ولماذا لم يأخذ محمد بركات حقه إعلامياً وأدبياً مثل أبوتريكة رغم أنه من وجهة نظرى من أفضل من أنجبت مصر موهبة وعطاء وأيضاً إنتاجاً مع النادى الأهلى محلياً وأفريقياً، ولكن يبدو أن حظ بركات مع الإعلام والأهلى قليل، بل قليل جدًا، ولكن عزاءه أن حظه مع الجماهير لا يقل أبدًا عن حظ الموهوب أبوتريكة وأعتقد أن المرحلة المقبلة قد تشهد نجاحًا أكبر للاثنين خصوصاً أننا مقبلون على تصفيات كأس العالم وكأس العالم للقارات وهى الحلم الأكبر لكل المصريين. ■ تساءل د. عبدالمنعم عمارة فى مقاله السابق عن معاركى، وهل أسعى إليها أم أنها تفرض علىّ، والإجابة واضحة فنحن نعشق بعضنا البعض، فحياتى سلسلة من المعارك التى لا تنتهى بدءًا من معركة إثبات الوجود واللعب للنادى وصولاً إلى معركة الألتراس والمدرجات التى كادت تصل إلى حالة الانهيار، فشاهدنا حوادث حرق وضرب وشاهدنا صواريخ ونارًا وعشنا أزمات لا تنتهى وصلت إلى وجود بعض موزعى المخدرات داخل المدرجات ويومها قررت أن أخوض معركة بمفردى ضد ظاهرة رأيت أنها قد تقضى على البقية الباقية من جماهير الكرة التى ما زالت تعتقد أن الذهاب لمدرجات الكرة متعة وفرحة ولا أخفى عنكم سرًا أن الرعب قد أصابنى. فالمدرجات أصبحت شبه خالية منذ عدة سنوات باستثناء عدد قليل جدًا من المباريات فى بعض المناسبات المختلفة، وأذكر أننا كنا نناشد الجماهير الذهاب للمدرجات والتشجيع والمؤازرة والمساندة فنجحنا مرة وفشلنا مرات، ثم جاءت الابتسامة الجميلة عندما تأسست رابطة محترمة لتشجيع النادى الأهلى اتخذت مكانًا خلف المرمى، وكان شعارها الوقوف خلف الفريق دائمًا وأبدًا وتحت أى ظرف مهما كانت النتيجة. وأذكر أن تلك الرابطة كرمتنى فى احتفال كبير وأهدتنى «أوسكار» مكتوبًا عليه «تقديرًا للدور الفاعل فى دعم النادى الأهلى ورابطة مشجعى الأهلى عام 2007» ولا أنسى يومها عندما وقف خالد شاكر، رئيس الرابطة ليقول ويُعلن بكل الحب، إن شخصى المتواضع هو من ألقى الضوء ونبه الجميع إلى وجود هذه الرابطة واستمرت سعادتنا بوجود هؤلاء المشجعين المؤدبين جدًا والمتحمسين جدًا جدًا للأهلى دون أدنى خروج عن النص رغم محاولات الكثيرين جرهم إلى معارك جانبية إلا أنهم ظلوا على مبادئهم واحترامهم لناديهم وزاد عددهم بشكل رائع ووصل إلى الآلاف وانضم الجميع إليهم بل إننى طالبت مشجعى الأندية الأخرى بأن يحذوا حذو هذه الرابطة وهو ما حدث فظهرت روابط الزمالك والإسماعيلى والمحلة والاتحاد والمصرى مما أعطى الجميع أملاً فى بدء عصر جديد من التشجيع الجميل بمدرجات كرة القدم فى كل مصر. ولكن لأن «الحلو ما يكملش» غار بعض المسؤولين من هذه الرابطة وبدأوا فى دق الأسافين بين الإدارة والرابطة ثم نجحوا أخيرًا فى زرع فئة من المتعصبين أطلقت على نفسها «الألتراس» ضمت بين صفوفها بعض أبناء النخبة ممن لهم الحظوة والقوة فبدأوا سياسة تطفيش الرابطة القديمة وأطلقوا شعارًا غريبًا اسمه «انتهى عصر التصفيق وبدأ عصر الضرب» يعنى ضرب جماهير الفريق المنافس سواء فى أرضه أو خارج أرضه بالإضافة إلى الهتافات التى لا يتحملها بشر وعادت المدرجات إلى الانتكاسة مرة أخرى والغريب أن أحدًا لم يتحرك من إدارة الأهلى لإيقاف هذه الظاهرة ومساندة الرابطة المحترمة التى أعطت نموذجًا رائعًا للتشجيع وحب النادى ومساندته، والأكثر غرابة أن بعض مسؤولى الإعلام داخل الأهلى حاولوا إقناع الجميع بأن هؤلاء هم أبناء الأهلى الغوالى وأنه يجب مساندتهم والوقوف بجوارهم فى مواجهة الدخلاء على الأهلى!! وكأنهم سعداء بالهتافات الخارجة والتصرفات التى لا يقبلها عقل أو منطق. لذلك لم يكن أمامى سوى الدخول فى معركة لعودة الاحترام للمدرجات وإنهاء حالة التعصب والخروج عن النص والتى طالت جميع ملاعب مصر بسبب قلة قليلة تتمتع بمساندة بعض المسؤولين للأسف الشديد فما رأيكم دام فضلكم.. هل نترك المدرجات لما كنا نراه سابقًا من خروج عن النص وتجاوز كل الحدود، أم كان الأفضل يا دكتور عمارة أن ندخل فى معركة تكون نتيجتها أن تصطحب زوجتك وأبناءك إلى المدرجات وأنت مطمئن ومرتاح أن عينيك وأذنيك ستكون فى غاية الاحترام. هوامش ■ كما كان متوقعًا انفجرت دكة بدلاء النادى الأهلى، فأعلن حسين على الرحيل ورفض الانتظام فى المران وأكد أحمد بلال أنه لن يستمر فى الموسم المقبل، وطلب العجيزى الرحيل مبكرًا وغضب أمير وادعى الإصابة وأكد حسين ياسر المحمدى أنه عائد إلى قطر من جديد ورغم كل ذلك فالدورى للأهلى أكيد لسبب بسيط هو أنه لا يوجد منافس حقيقى رغم عميق احترامى للنادى الإسماعيلى. ■ مشكلة الإسماعيلى أن لاعبيه لا يصدقون أنهم قادرون على الفوز بالدورى العام فيكتفون فقط بالفوز على الأهلى والزمالك بالقاهرة رغم أنهم بقليل من التركيز يستطيعون أن يجعلوا للدورى العام طعمًا وشكلاً جميلاً، ولكن يبدو أن تفكيرهم الأول فى كيفية الفوز على الأهلى أولاً ثم الانضمام إليه ثانيًا. ■ كنت أنوى الكتابة من جديد عن جمال حمزة وكيفية العودة إلى مستواه وهانى سعيد وفتح الله.. وكيف يمكننا الاستفادة منهم وغيرهم من لاعبى الزمالك إلا أننى اكتشفت أن الكتابة عن الزمالك أصبحت مضيعة للوقت والجهد والحبر أيضًا. ■ صالح سليم والخطيب وطه إسماعيل ظواهر نرجو أن تتكرر.. ومرتضى منصور ظاهرة نتمنى ألا تتكرر.