قال نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الدكتور موسى أبومرزوق إن الساحة العربية منقسمة وأن الجامعة العربية أصبحت «دون محتوى»، رافضاً تحميل القضية الفلسطينية مسؤولية هذا الانقسام، مشيراً إلى وجود «فراغ» لم يستطع أحد أن يملأه». وقال أبومرزوق، فى تصريحات، أمس الأول، على هامش اجتماع الفصائل، إذا لم تملأ مصر هذا الفراغ فلن يستطيع أحد غيرها فعل ذلك، فإذا غابت مصر تاهت الأمور، مشيراً إلى أن القاهرة «اعتادت على قيادة الساحة العربية، وإذا غابت يتقدم غيرها لملء الفراغ، فنسمع عن إيران وتركيا، وغيرهما من الدول»، مؤكداً أن القاهرة هى «مركز الثقل العربى». وحول الصراع بين سوريا ومصر، قال أبومرزوق ممازحاً: «ولماذا لا تذكرون قطر، فالسباق الآن بين القاهرة والدوحة»، وأضاف: «بالنسبة لنا كانت مصر دائماً العنوان الرسمى للقضية الفلسطينية، وسوريا عنوان المعارضة، وكان هناك توافق على إعطاء الملف الفلسطينى لمصر، ولا أعتقد أن سوريا تسعى لأخذ هذا الدور من مصر». وأشار إلى أن «حماس» عندما توجهت لمصر قالت لها إنها هى التى رعت الانطلاقة الأولى لمنظمة التحرير، والانطلاقة الثانية لها عام 1969، مشيراًإلى أنه «لا يمكن منافسة مصر، وأن دورها سيظل محفوظاً». وأكد أبومرزوق أن «حماس» ترفض «أن يتم حسابها على أى محور، بخلاف مصلحة الشعب الفلسطينى»، وقال: «سوريا صديقة لحماس وللشعب الفلسطينى ونحن متواجدون فيها، ولم نجد فيها إلا كل دعم وترحيب، ولم تجبرنا على أى موقف سياسى، بل على العكس كانت لها مواقف سياسية، عارضناها كحركة». وأضاف: «حماس حركة فلسطينية تحريرية مستقلة تأخذ فى الاعتبار مصالح الشعب الفلسطينى، وتطلب المساعدة من جميع الدول، وترحب بكل مساعدة، ومن لا يعجبه أن تقف سوريا أو إيران إلى جوار الشعب الفلسطينى هو المخطئ». وتابع: «نحن لا نستطيع أن نؤدى الكثير للأجندات الإقليمية، أو الأجندات الأخرى لأننا لا نملك أن نعطيها شيئاً، ولكننا نستفيد من كل هذا». وحول قضية الجندى الأسير جلعاد شاليط، قال أبومرزوق: هذا «عنوان طارئ والموضوع الرئيسى هو أسرانا فى سجون الاحتلال»، مشيراً إلى أن الاتفاقات مثل أوسلو وغيرها «لم تستطع إطلاق سراحهم، ولم يكن أمامنا سوى أسر جنود إسرائيليين لعمل صفقات تبادل أسرى» - على حد قوله. وقال إن «إسرائيل تحاول دفع عدد من الدول للحديث فى الأمر متجاوزة الوساطة المصرية، مثل فرنسا الآن وقبلها بريطانيا وألمانيا ودول عربية دون الحديث بالتفصيل»، مؤكداً أن هذا الملف بيد القاهرة. وجدد أبومرزوق موقف حركته الرافض ربط قضية شاليط بأى قضية أخرى، مشيراً إلى قيام إسرائيل بتخفيف شروط إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وقال: «هذا غير كاف ولن نتنازل عن الإفراج عن 450 أسير بالمعايير التى وضعناها». وحول حكومة التوافق الوطنى قال أبومرزوق: قبولنا هذه الحكومة لا يعنى أننا لا نريد المشاركة بها أو لا نريد حكومة يكون برنامجنا ممثلاً فيها، مؤكداً صحة مقولة إن «الحوار بدأ بضوء أخضر لكن الاتفاق أمامه وقت طويل». وأوضح القيادى فى «حماس» خليل الحية أن الوزراء ورئيس الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية جاهزون للتنحى فى أى وقت، لو قررت الحركة ذلك، مشيراً إلى أن حماس قدمت «تنازلات» من قبل عند تشكيل الحكومة العاشرة.