فاجأنى بما لم أتوقعه قائلاً: عيبك أنك تحاول الربط بطريقة تعسفية بين التدين والغرام!! والإسلام يعرف فقط الزواج التقليدى، لكنه لا يعترف بالعشق والهيام وسهر الليالى ودقات القلوب إلى آخر هذا الكلام الذى برع فيه والدك إحسان عبدالقدوس رحمه الله! وكدت أن أنفجر فيه، لكننى تماسكت قائلاً بغيظ وهدوء مفتعل: أبى لا دخل له فى هذا الموضوع! وأنت الذى تحاول حشره بطريقة تعسفية لا منطق لها! ولنعد إلى موضوعنا الأصلى حيث تجد العلاقة طبيعية بين التدين والحب وفى آخر مقال ذكرت بعض الأحاديث الشريفة التى تؤكد ذلك مثل قوله عليه الصلاة والسلام: «خيركم خيركم لأهله»، وعن أهمية الزوج الذى يعرف ربنا يقول عليه الصلاة والسلام: «إذا أحبها أكرمها وإذا كرهها لم يهنها» يعنى برغم الجفوة بينهما يحافظ على كرامتها. قال محدثى: أنا آسف.. والدك رجل عظيم وأنا بحبه ومصر كلها تقدره.. إنت فهمتنى غلط! لكن بذمتك ورحمة والدك عايز أسألك سؤال: هل الكلام الجميل اللى قلته حضرتك دلوقت يمت للواقع بصلة؟ معظم المتدينين يتعاملون مع زوجاتهم بقسوة، ومفيش تفاهم، وكلامهم أوامر على أساس أن الرجال قوامون على النساء بنص القرآن الكريم ذاته! قلت له: فى المرة الأولى حشرت أبى فى جملة غير مفيدة، وفى المرة الثانية تفعل الشىء نفسه ولكن مع القرآن الكريم!! ومن قال لك إن الإسلام يسمح للرجل بالإساءة إلى امرأته؟! ديننا على العكس من ذلك يقول عن الزواج إنه مودة ورحمة! وشيخنا الراحل محمد الغزالى عليه ألف رحمة قام بتبرئة إسلامنا الجميل واتهم المتدين الذى يسىء إلى شريك العمر بأن عقليته شرقية ويخالف تعاليم السماء والمعروف أن الاستبداد ازدهر فى عالم الشرق على حساب الحرية والحوار الراقى! وجاء الإسلام ليعالج هذا الخلل. قال على الفور: لقد فشل فشلاً ذريعاً فى ذلك! ومفيش منطقة فى العالم كله يزدهر فيها حكم الفرد زى عالمنا العربى من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر! وواضح أن الديمقراطية لا تصلح للعالم العربى.. وهى لا تعرف لغة الحوار المحترم، والمخالف لرأيك إما خاين أو عميل أو «ابن ستين فى سبعين» يعنى حوار متدنى جداً! ولذلك لم أفرح عندما أشارت إحصائية عالمية إلى أن الشعب المصرى أكثر شعوب العالم تديناً! لأن تعاليم الدين لم تنعكس على حياتنا. قلت له على الفور: أنا على العكس منك فرحت وقلت يا ريت الناس تطبق تعاليم ربنا بحق وحقيقى فى حياتها بدلاً من الاهتمام بالأمور الشكلية ويومها ستتغير مصر كلها إلى الأفضل والأحسن.