الأعشاب والنباتات الطبية نعمة ربانية وهبة طبيعية أفسدها الدجالون على الفضائيات فصارت سلاحاً ضد المريض بعد أن كانت سلاحاً ضد المرض، وطالما نادينا حتى بُحَّ صوتنا، نريد أن نفعل مثلما فعل العلم الغربى فى هذه الأعشاب وهو إخضاعها لعلم الصيدلة الذى جعل من هذه الأعشاب موضوعاً للتجارب المعملية فاستخلصت المادة الفعالة وضبطت الجرعة وحددت درجة السمية وخفضت الأعراض الجانبية وفصلت عما اختلط بها من فطريات وسموم فتاكة، فقدم لنا علم الصيدلة الكينين المستخدم فى علاج الملاريا من شجر الكينا والأسبرين من شجر الصفصاف والأتروبين من نبات ست الحسن والمورفين من الخشخاش والديجوكسين من أصبع العذراء والإيفيدرين من نبات ذنب الخيل.. إلخ، ولذلك طالبنا بأن نعطى أهل الاختصاص وهم الصيادلة حق تصنيع وبيع الدواء المستخلص من الأعشاب، فالصيدلى هو المؤهل وليس العطار أو مدرس الألعاب أو دجال الفضائيات الدينية الذى يتاجر بشعارات يفرغها من معناها الحقيقى مثل كلمة الطب النبوى أو العودة إلى الطبيعة. كل دجالى الفضائيات الذين يبيعون الوهم أفلتوا من قبضة العدالة بسبب تقاعس المرضى وخوفهم من المواجهة والذهاب للنيابة للشكوى، إنها كارثة أن يستفحل سرطان الدجل لأننا أدمنّا الخرافة والجبن وروجنا لشعار قول ياباسط واللى حصل حصل واللى راح مايرجعش واجرى يا ابن آدم جرى الوحوش.. إلى آخر هذا الكلام الذى ينقذ رقاب هؤلاء القتلة النصابين من حبل مشنقة العقاب بسبب كسلنا واعتبارنا أن هؤلاء الدجالين قدر لا فكاك منه، ولذلك سعدت بالعرض الذى أرسله لى مكتب المحامية الشجاعة رضا بركاوى والأستاذ تامر السخيلى وكل أعضاء المكتب باستعدادهم للدفاع مجاناً عن أى شخص متضرر من العلاج بهذه الأعشاب الوهمية التى تروجها هذه القنوات الفضائية الدينية، وغرضهم الأساسى الذى كتبوه فى رسالتهم المحترمة هو التكاتف لصد الهجمة الشرسة لمروجى هذه الأعشاب ولمن يحتضنهم من الفضائيات، وقد رفعوا بالفعل قضية يختصمون فيها هذه الفضائيات ومن سمح بظهور الدجالين على شاشاتها. كم من حالة فشل كلوى حاد نتيجة سموم الأعشاب، وكم من حالة سرطان كبد نتيجة فطريات الأفلاتوكسين المختلطة بالأعشاب، وكم من حالة تناولت نبات إفيدرا مع بعض مثبطات الاكتئاب فارتفع ضغطها وكادت تهلك.. إلى آخر تلك الفوضى التى جعلت من هؤلاء النصابين أنصاف آلهة يستمع إليهم الناس ويكتبون وصفاتهم ويحتفظون بها كالكتب المقدسة وتقديراً لهذه المبادرة الشجاعة لابد ألا نترك هؤلاء المحامين المدافعين عن صحتنا بمفردهم فى الساحة، لابد أن ندعمهم بأن نمنحهم توكيلات للدفاع عن ضحايانا من المرضى، وتكوين حركة مواطنين ضد دجالى الفضائيات وتجار الوهم، عنوان الأستاذة رضا 10 شارع الملك المظفر منيل الروضة وتليفون المكتب 23623897، فليتوجه كل متضرر للتضامن ورفع القضايا لوقف هذه المهزلة.