«يفضل المصريون الزعيم ذا العيون البنية أو السوداء، ويسحرهم الزعيم إذا كانت له عيون حادة مثل الصقر، مما يجعله يبدو شجاعًا مقدامًا حتى لو انسحب فى أول معركة. ولا يحب المصريون أن يروا زعماءهم يرتدون النظارات الطبية لأن هذا ينزلهم من مرتبة الآلهة، التى وضعوا أنفسهم فيها. لذلك إذا أردت أن تكون زعيما مصريا عليك بالعدسات اللاصقة ولا ترتدى النظارات الطبية (المواصفات القياسية للزعامات العربية للكاتب EL YOUSFI ALAOUI)». «يا بخت من بكانى وبكى على، ولا ضحكنى وضحك الناس على..»، أبكيت أيمن نور فى سجنه عندما دافعت عن شرف حرمه المصون، ولكنهم يضحكون منه بتنصيبه زعيما للمعارضة. جعلوه زعيما، لا تثريب على زعيم الغد أن تتمدد أحلامه التى شحذها السجن ليالى طوالاً، ولكن عليه أن يفرق بين الضحك والبكاء، أخشى أن يبكى بدلا من الدموع دمًا. المضحك أن نور بعد كل ما عاناه فى سجنه يصدق، يقول فى المصرى اليوم: «القانون لا يمنعنى من ممارسة حقى كمواطن فى المشاركة فى العمل العام من أجل هذا الوطن، ووفقًا لقرار الجمعية العمومية للحزب تم اختيارى زعيما للغد...». بعضهم يزين له أفعاله، هيجننوه بالصور، صورة أول يوم حرية واقفا بالحذاء اللميع، صورة من تحت، من عند أخمص القدم، صورة ثانى يوم حرية متحدثا بالعوينات الزجاجية نافيا الصفقات مع النظام، صورة ثالث يوم حرية يقف أمام المرآة فى خيلاء.. «مجلة التايم» الأمريكية جننت السادات فى آخر أيامه، جريدة «الدستور» المصرية هتجنن نور فى أول أيام الحرية. ليس حبًا فى نور، ولكن كراهية فى النظام، يتخذون من نور ستارا لعملياتهم خلف خطوط النظام، يكيدون كيدا، يقدمونه، ومن خلف ظهره يخرجون ألسنتهم للنظام، سعدهم وهناهم، الدكتور سعد الدين إبراهيم عاد للظهور مجددًا، يريد معاملة بالمثل، الإفراج عن أيمن رأس جسر لعودة سعد، سعد صانع الزعامات فى زمن الملمات، إبراهيم عيسى يجيد تخليق الزعامات من الشائهين. يمنون نور بمكانة مانديلا فى شعبه، هناك فارق لابد أن يعيه نور جيدا، ليس كل من دخل السجن خرج زعيما، كما أن مصر لا تنقصها الزعامات، فى مصر الآن زعيمان، الأول خالد محيى الدين، زعيم من زمن الضباط الأحرار، فى حزب الدكتور رفعت السعيد ينعمون بالزعامة على القيادات التاريخية لتزجية الفراغ، والثانى عادل إمام، نصبوه زعيمًا باعتبار الزعامة دورًا يمكن أن يكتبه يوسف معاطى، ويخرجه شريف عرفه، كانت هناك محاولة ثالثة لتنصيب محمود أباظة، زعيما للوفد، ولكن أباظة يعى دوره كمعارض. كن معارضًا، نحن فى حاجة ماسة إلى معارضين حقيقيين، دخلت السجن وصيفا، لن تخرج زعيما، الزعيم نور طفحت عليه أعراض الزعامة مبكرا، يعد شعبه قائلا «سأجوب المحافظات، وسألبى الدعوات من أى فرد سواء فى أبعد قرية أو نجع فورا». الزعيم إذا وعد لا تسألن عن السبب، قدر الزعامة، حزب الغد مثل حزب التجمع، يمنحان درجة الزعامة السياسية، الزعامة فى التجمع علاج لكبار السن، حزب الغد يمنحها للقيادات فى حالات السجن أو الفقد أو الغياب القسرى، الزعامة ليست حالة، ساعة تروح وساعة تيجى، الزعامة قدر.. قدَّر الله وما شاء فعل. ■