تضاربت الأنباء والمبررات حول أسباب عودة وفد تجارى مصرى من تل أبيب، إذ أرجعته وزارتا الخارجية والتجارة المصريتان رسمياً إلى أسباب فنية، فيما قالت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية إنه رد مصرى على قرار الحكومة الأمنية المصغرة فى الدولة العبرية، التى اشترطت الإفراج عن الجندى جلعاد شاليط لقبول اتفاق التهدئة بينها وبين حركة حماس، وفتح المعابر إلى قطاع غزة، كما قالت مصادر فى الخارجية المصرية إن عودة الوفد كانت لأسباب سياسية. كانت الصحيفة الإسرائيلية قد نشرت، أمس، خبر عودة الوفد المصرى إثر تلقى أفراده اتصالاً هاتفياً من ياسر رضا، سفير القاهرة لدى تل أبيب، الذى طالبهم بقطع المباحثات والعودة على أول طائرة إلى مصر، ونسبت إلى أعضاء الوفد الثلاثة قولهم إنهم مضطرون للمغادرة بناء على تعليمات عليا لا يمكن مخالفتها، وربطت الصحيفة بين قرار عودة الوفد وتصريحات حسام زكى، المتحدث باسم الخارجية المصرية، التى وصف فيها ربط التهدئة بالإفراج عن «شاليط» بأنه ضربة للوساطة المصرية. على الجانب المصرى، بررت الخارجية المصرية استدعاء الوفد التجارى من تل أبيب بأسباب فنية، حسب تصريح للسفير حسام زكى، الذى نفى أن يكون الأمر انسحاباً، غير أن مصادر أخرى فى الخارجية أكدت أن انسحاب الوفد المصرى كان لأسباب سياسية بالدرجة الأولى، رداً على التعنت الإسرائيلى تجاه الوساطة المصرية وإفشال مساعى التهدئة بين حماس وإسرائيل. على النقيض من ذلك، قال مصدر مسؤول فى وزارة التجارة إن عودة الجانب المصرى كانت بهدف إجراء مشاورات فنية مع مسؤولى الوزارة والمصانع المسجلة فى اتفاقية الكويز. ونقل راديو «سوا» الأمريكى عن مسؤولين فى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت تأكيدهم أنه لا مؤشرات على أزمة دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب، فيما أصدرت الخارجية الإسرائيلية بياناً صحفياً، أعربت فيه عن أسفها لوقف المفاوضات التجارية التى تعقد كل 3 أشهر فى مقر وزارة التجارة الإسرائيلية بالقدس. وعقب صدور البيان، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تقريراً يقول إن ياسر رضا، السفير المصرى، أجرى اتصالات بمسؤولين فى الخارجية الإسرائيلية ليؤكد لهم أن الوفد سيعود إلى القدس الأسبوع المقبل بعد إجراء مشاورات فنية فى القاهرة.