قررت نقابة الصيادلة أمس تعليق إضراب الصيدليات الذى بدأ منذ يومين، لحين انتهاء مفاوضاتها مع وزارة المالية ومصلحة الضرائب، والوصول إلى صيغة متفق عليها لإقرار ضريبى جديد يضمن استقرار معاملات ضريبية منتظمة للصيادلة. وكشفت النقابة - فى بيان أصدرته أمس - النقاب عن ملامح ما أسفرت عنه مفاوضاتها مع «المالية»، منها - حسب البيان - الاتفاق على تجاوز السنوات من 2005 إلى 2008 ضريبيًا، وعدم تطبيق أى أثر رجعى عنها، وكذلك معاملة الصيادلة وفقًا للأسس التى تقدموا بها فى إقراراتهم الضريبية. كما أسفرت المفاوضات عن اتفاق بين النقابة ووزارة المالية على دراسة صيغة ملائمة لإقرار ضريبى يراعى طبيعة عمل الصيدليات وتطبيق القانون. وكشف البيان أيضًا عن أن الدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية، تقدم باعتذار رسمى عبر اتصال هاتفى بالنقابة، مشيرًا إلى أن غالى سيستضيف وفدًا من قيادات النقابة اليوم فى مكتبه للبدء فى المفاوضات. من ناحيته، قال الدكتور محمود عبدالمقصود، الأمين العام لنقابة الصيادلة، إن العلاقة «مازالت مقطوعة» بين نقابة الصيادلة ومصلحة الضرائب، وأن الصيادلة لن يسامحوا فى حقهم، خاصة أنهم أثبتوا خلال يومى الإضراب أنهم «لا يخضعون لأحد» - على حد قوله - وقال عبدالمقصود: «نحن تجاوزنا الموقف وبدأنا فى مفاوضات مع وزير المالية بعد اعتذاره، لبحث الأمور الخاصة بوضع صيغة محاسبة ضريبية مناسبة للصيادلة، فى ظل وجود حلول بديلة عن الضرائب بأثر رجعى، واقترح عبدالمقصود إمكانية مطالبة الصيدليات الكبرى التى تبيع مستحضرات أخرى إلى جانب الأدوية بأن تقدم دفاتر ضريبية، دون الصيدليات الصغرى. ومن المقرر أن تعقد النقابات الفرعية على مستوى الجمهورية غدا الخميس اجتماعا عاما مع النقابة العامة بالقاهرة، لبحث الأزمة وتقييمها على ضوء مستجداتها. وكانت الصيدليات إضرابها أمس لليوم الثانى على التوالى، بمختلف مناطق القاهرة، فيما اعتصم العشرات من الصيادلة فى الخيمة التى أقاموها بحديقة نقابة المهن الطبية بجاردن سيتى، مؤكدين استعدادهم لبدء اعتصام مفتوح إذ لم تتراجع مصلحة الضرائب عن إلغاء الاتفاقية الموقعة عام 2005 معهم. وأغلقت الصيدليات أبوابها بشارع قصر العينى، ومنطقة وسط القاهرة، وميدان طلعت حرب، وباب اللوق، كما أغلقت بعض الصيدليات التى فتحت أبوابها أمس الأول التزاما بقرارات الجمعية العمومية للنقابة، بعدما قامت لجان تابعة للنقابة بالمرور عليهم لضمان الالتزام من جانب الصيادلة. واستمرت صيدلية الإسعاف - التابعة للشركة القابضة للأدوية - والصيدليات التابعة لوزارة الصحة، فى استقبال المزيد من المرضى فى ظل توافد المواطنين بكثافة كبيرة عليها، وجلس الصيادلة المعتصمون على المراتب ودخلوا فى نقاشات مطولة مع ناشطين سياسيين، انضموا إليهم لتأييدهم، مشيرين إلى أنهم سيعتصمون كل يوم من الساعة العاشرة صباحا إلى السادسة مساء، وهو الميعاد الذى اتفق عليه الصيادلة للإغلاق. وقال بعضهم: «إن الحديث عن قرب الوصول إلى اتفاق مع مصلحة الضرائب ما هو إلى «شو» إعلامى لا وجود له على أرض الواقع. وعلق الصيادلة لافتات على أبواب دار الحكمة منها «الصيدليات مغلقة حتى العودة إلى اتفاقية الضرائب»، و«غول الضرائب على المصريين الشرفاء»، «نناشد الرئيس مبارك التدخل ضد جشع مصلحة الضرائب» وأكدت صاحبة صيدلية «العاصمة» الدكتورة مارجيت بمنطقة رمسيس -غمرة، التى كانت تفتح أبوابها أمس فى أول أيام الإضراب، أنها فتحت أبواب الصيدلية بالفعل، إلا أنها امتنعت عن البيع للجمهور، وعلقت لافتة للتضامن مع نقابة الصيادلة، مشيرة إلى أنها أغلقت الصيدلية اليوم بشكل كامل. وقال الصيدلى فيلب فخرى إنه من أول المتضررين من هذا الإغلاق سوء ماديا أو معنويا ولكنهم الآن بين المطرقة والسندان، وحمل الحكومة المسؤولية بسبب (تعنت) مصلحة الضرائب معها. وقال: «معظم المواطنين حاسين بينا ويعلمون مدى الظلم الذى نتعرض له، خاصة أنهم يشعرون بهذا الظلم فى مواقعهم المختلفة». فى المقابل، صب المواطنون جام غضبهم على الصيادلة والحكومة فى آن واحد، فأشار حسن محمد إلى أنه «دايخ» من الصبح على دواء لأخيه الصغير ولم يجده فى صيدلية الإسعاف، لأن الدواء مستورد، ولم يكن يدرى أن الإضراب «بجد»، حيث إن الصيدليات جميعا كانت مفتوحة ليلاً، مما جعله يؤخر شراء الدواء إلى الصباح، فاكتشف أن الصيدليات تفتح أبوابها الساعة السادسة مساء. وقال موسى حسين، مواطن، إنه إذا كان الصيادلة عندهم مشكلة مع الحكومة فليضغطوا عليها، وليس على المواطنين، الذين يعانون مثلهم، فكان الأجدى أن يفتحوها ويلتمسوا أى وسيلة أخرى، فالخدمات الطبية لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرًا إلى أن لابد أنه يتحلى الجميع بالمسؤولية، لأن المواطن فى النهاية هو «الخسران» من هذه القضية. وقال عمرو على، مواطن، إنه على الرغم من مرور ساعتين على المرور من صيدلية لأخرى، لم يجد خلالها صيدلية مفتوحة إلا أنه مع الصيادلة فى إضرابهم وضغطهم على الحكومة فالحكومة – من وجهة نظره - لم تعد تجيد فهم سوى لغة الإضراب. وبذلك يستمر الوضع على ما كان عليه أمس وأمس الاول، لكن أصبحت منطقة المهندسين بأكملها بلا صيدليات أو دواء، حتى السادسة مساء، على أقل تقدير، خاصة أن هناك شوارع بأكملها قرر أصحاب الصيدليات فيها الإغلاق بشكل دائم، ومنها شارع جامعة الدول العربية، وميدان لبنان، وشارع السودان، وشارع شهاب.