«لقد شاء الله أن يتطوّر الإعجاب إلى عاطفة دافقة وحبّ عميق، لا يدور حول الجسد والحسّ، كما هو عند كثير من الناس، بل يدور حول معانٍ مركبة امتزج فيها العقل بالحسّ، والروح بالجسم، والمعنى بالمبنى، والقلب بالقالب، وهذا لا يعرفه إلا من عاشه وعاناه، هكذا هو الحب جنون، والجنون فنون، والحياة شجون ولله فى خلقه شؤون».. (من مذكرات الدكتور يوسف القرضاوى – مجلة «كل الناس»). أبغض الحلال.. طلق الدكتور القرضاوى زوجته الجزائرية «أسماء» طلقة بائنة، وأرسل ورقة الطلاق عبر المحكمة، أسماء ترفض تسلم ورقتها، تراهن على الزمن، تفضل لقب أرملة القرضاوى (أطال الله فى عمره). الطلاق كان شاقاً على قلب الشيخ، اجتمع عليه كبار القوم، الشيخ راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة التونسية، حاول إصلاح ذات البين وفشل، القرضاوى جأر بالطلاق فى وجه الشيخ سليمان العودة، استراح القرضاوى وأراح أسرته والمقربين من العلماء والمفكرين، كانوا أنكروا عليه حبه الذى ملك عليه قلبه، ثاب إلى فقهه، أضاف إلى مكتبته فى غضون شهرين فقط - على يمين الطلاق - كتابين وبحثا، لا يستوى البحران، يجيد القرضاوى السباحة فقها، يغرق فى شبر حب. صدرت مذكرات القرضاوى «ابن القرية والكتاب» عن «دار الشروق» تباعاً فى ثلاثة أجزاء، حمل الأول عنوان «ملامح سيرة ومسيرة»، والثانى «ما بعد المرحلة الجامعية»، والثالث «ابن القرية والكتاب»، بعد طلاق أسماء صدور الجزء الرابع الذى يبدأ من الثورة الإيرانية وحتى وفاة الشيخ محمد الغزالى (يرحمه الله)، صار محل شك كبير، قد لا يصدر على الإطلاق. الجزء الرابع - كما كان مقرراً - يحوى فصلاً فى أقل من خمس صفحات، هن عقدة المذكرات، غرامه بأسماء على نحو ما نشر نصاً فى مجلة «كل الناس»، هذا الفصل ينكره تلاميذ الشيخ تماماً، حُذف من أصل المذكرات، ليس استنكافاً للحب ولكن استهجاناً لأن تصبح غراميات الشيخ الجليل على الأرصفة، يتحفظون على أصول المذكرات مصفوفة. لافت انصياع الشيخ للحذف، يحذف فصلاً من عمره، يلقى قلبه من نافذة روحه، هذا الفصل شؤم، نشر من خلف ظهره، سبّب حرجاً هائلاً للشيخ الذى بدا متصابياً متدلهاً.. فى حب يتترى فيه، كان يتخفى خجلاً من لائمة كبار العلماء، ما نشر فى «كل الناس» عجل بيمين الطلاق الذى استفتى فيه قلبه.. مَن كان منهم بلا حبيبة فليرمه. الصّبُ تفضحُهُ عيونه، ما ثبت من آثار غرام الشيخ بأسماء، فقط قصائد عشق مسكونة، قد شغفها حباً، الفقيه إذا أحب سال من على شفتيه العسل، بنات الشعر يطفن بالمغرمين وقت السحر، يسقينهم من خمر العشق، لذة للشاربين، فإذا ما اهتاجت عواطفهم قرضوا شعراً أو نثروا نثراً، قصائد القرضاوى فى أسماء تبز غراميات كُثير فى عزة وجميل فى بثينة، هذا عن الشعر، من كتب النثر الذى نشرته «كل الناس». يقيناً الجزء الرابع سيصدر (إن صدر) خلوا من تلك الصفحات الغرامية التى تتداولها المواقع الإلكترونية حباً أو كرهاً، هناك إصرار على تخليص المذكرات من بصمات العشق، يؤكدون أنها صفحات ملموسة، لمستها أناملها بسِحر هاروت وماروت، كتبها القرضاوى فى حالة حب، صفحات خارج سياق المذكرات المنحوتة أسلوباً ولغة وقاموساً، كان القرضاوى يرق لأسماء .. رق الحبيب.