ساعات كده وانت سايق عربيتك تفتكر موقف كوميدى، تقوم تضحك بعفوية، ولا يوقفك عن الضحك غير نظرات سائقى العربيات المحيطة وهمه بيبصولك على أنك مجنون.. تقوم إنت متدارك الموقف وتعمل نفسك آل إيه بتتكلم فى الموبايل بالسماعة.. الموقف ده بيحصلى كتير لأنى على طول باسرح وأنا سايقة، وأتوقع إنى غالبا فى يوم من الأيام هيصطادونى فى إشارة وهيسحبونى عالسرايا الصفرا.. ومؤخرًا سخسخت من الضحك لما سرحت فى موضوع البوشى وتوظيف الأموال.. ابن اللذينا!!.. بقى معقول واحد مش معاه غير الإعداية يستولى على فلوس كل الأسامى الكبيرة دى؟!!.. أومال بقى لو كان ضغط على نفسه شوية ومسك كتاب وذاكر وأخذ الثانوية العامة، كان استولى على الحكم؟!.. ومعقول لسه لحد النهارده فيه ناس بتثق فى موضوع توظيف الأموال؟.. دا احنا فعلا ناس طيبين بشكل!.. وافتكرت كلمات المستشرق الأمريكى «روبرت بين» فى مقدمة كتابه السيف المقدس: «إن لدينا أسبابا قوية لدراسة العرب، والتعرف على طريقتهم، فقد غزوا الدنيا كلها من قبل، وقد يفعلونها مرة ثانية».. وده بقى اللى موتنى من الضحك!.. أنهى عرب بقى اللى هو كان عامل لهم كل هذا الاعتبار؟.. أكيد مش احنا!!.. احنا والحمد لله أصبحنا منقسمين لطبقتين.. طبقة الفاعل وطبقة المفعول به.. وده سر حلاوة شمسنا وخفة ظلنا.. يمكن لو كنا كلنا ننتمى لطبقة الفاعل ومش لاقين حد ننصب عليه، يمكن كنا ساعتها نفكر نغزو العالم زى ما المستشرق الغلبان ده كان بيقول.. وأكيد كنا هنتنوجه مباشرة لكنوز أورشليم.. لكن الغريب فى قضية البوشى أن الضحايا مش من الطبقة المطحونة كالعادة!.. طيب إيه هو السبب اللى خلاهم ينساقوا لمثل هذا الرجل؟.. أنا أعتقد أن التفسير بعيد تمامًا عن الطمع اللى بعض الناس فكروا فيه.. والظاهر والله أعلم أن فيه ظاهرة علمية اسمها إدمان القفا!.. وماذا هذه؟.. هذه، إنها لما سعادتك تقعد سنين وسنين تاخذ على قفاك وبعدين مرة واحدة تتوقف اللسوعة، تقوم تحس إن قفاك بياكلك.. وتبتدى تجرى تدور على حد يلسعك على قفاك.. ولما مالقيتش حد يديك الجرعة بتجيلك النوبة اللى بتبتدى بهرش فى القفا.. وقد يتطور لنتواءات قفوية مع استطالة فى الأذنين وانتفاخ فى الحنجرة ينتج عنه صوت أشبه بنهيق الحمار!. وبالتالى يبقى الواحد ياخذ القفا أسلم!!.. وطبعا ده مش هيكون آخر الأحزان، وكالعادة بعد البوشى هيظهر البشبوشى والبشابيشى وربنا ما يبرد لنا قفا.. أستأذنكم بقى علشان ألحق أخذ الجرعة بتاعتى.