بين العامين المنصرمين 2007 و2008 تتابعت خسارات مصر الفادحة فى نفر من رجالها النجباء والعظماء، حتى أننا فى يوم واحد فى عام واحد قد خسرنا اثنين من أبرز رجال الأدب والصحافة والإعلام وهما الناقد الكبير رجاء النقاش، والصحفى والإعلامى المعروف مجدى مهنا، اللذان رحلا عن عالمنا «زى النهارده» من عام 2008. وكان مجدى مهنا قد بدأ مسيرته الصحفية فى سن مبكرة فى روزاليوسف، ثم الوفد التى صار رئيساً لتحريرها مع سعيد عبدالخالق، كما كان من أعمدة «المصرى اليوم»، كما قدم برنامجه «فى الممنوع» بنجاح مماثل، وكان كاتباً متعففاً ومحايداً وموضوعياً يقف فى خندق الشعب. أما رجاء النقاش، فينتمى لعائلة مثقفين، كما أن له كتاباً مهماً عن سيرة نجيب محفوظ، وكان وراء اكتشاف محمود درويش، وقدم الطيب صالح وأحمد عبدالمعطى حجازى، وأسس ورأس تحرير الدوحة، ورأس تحرير الكواكب والهلال والإذاعة والتليفزيون، وكان أباً حاضناً وراعياً لكل الأقلام الواعدة، وحظى رجاء بأكثر من مظهر من مظاهر التكريم، فهو حاصل على الجائزة التقديرية عام 2000 وكرمته نقابة الصحفيين ودار الهلال وحزب التجمع.