وقع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمراً تنفيذياً بإنشاء مكتب البيت الأبيض، لمبادرات الشراكة القائمة على أساس دينى، مجدداً بشكل فعلى اختصاصات مكتب أنشأه الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش، وقدم العون للجماعات الدينية غير أنه أثار بعض الانتقادات بأن الإدارة محت الخط الفاصل بين الكنيسة والدولة. ويتكون المجلس من مجموعة من المستشارين الدينيين يتمتعون بخلفيات متنوعة ليقدموا المشورة فى الشؤون السياسية. ودعا أوباما إلى الأخوة والمودة بين الأديان، وذلك خلال الخطاب الذى ألقاه بعد إفطار الصلوات القومى، الذى اعتاد الرؤساء الأمريكيون إقامته بعد توليهم الحكم فى واشنطن، مشيراً إلى أنه على الجميع أن يتسامح مع الآخرين، مستشهداً بالحديث الشريف »لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه«، وأضاف أن هذه هى المبادئ التى تنص عليها اليهودية والبوذية والهندوسية أيضاً، معتبراً أنه يمكن للعقائد الدينية أن تجمع الناس بدلاً من أن تفرقهم. وكشف أوباما أن إدارته ستعمل على التواصل مع مختلف الفقهاء والدعاة فى مختلف أنحاء العالم، مضيفاً أنه ليس »ساذجاً«، لكى يعتقد أن الانقسامات الدينية لن تتلاشى فجأة، ولكن يمكن إفساح المجال ل »قوى التفاقم الشفافة«. وقال أوباما: إنه شخصياً ولد لأب ألحد، بعد أن كان مسلماً، وأم متشككة فى الديانات، وجدين مسيحيين، ولكنهما لم يكونا متدينين، مشيراً إلى أنه شخصياً أصبح مسيحياً بعد أن انتقل إلى شيكاغو وبعد تخرجه من الجامعة بعد أن رأى رجال الدين المسيحيين الذين يساعدون المكروبين أياً كان لونهم أو موطنهم. وأكد أوباما أن عمله لن يفضل الجماعات الدينية على حساب الجماعات العلمانية، بل سيتيح الفرصة ببساطة كى تسهم كل المنظمات فى خدمة مجتمعاتها. وفى ظل حكم بوش، لم تكن الجماعات الدينية التى تتلقى الهبات تخضع للقوانين الاتحادية التى تحظر التمييز على أساس دينى فى التوظيف، مما أتاح لهم فرصة محاباة الموظفين الذين يعتقدون نفس مذاهبهم الدينية، وأثناء حملته الانتخابية أعلن أوباما أنه يفضل إزالة مثل هذه التعاقدات القائمة على التفرقة. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم البيت الأبيض: إن الرئيس أوباما يرى أن المؤسسات القائمة على أسس دينية تقدم خدمات مهمة مثل رعاية الأطفال، لكن يجب عليها الالتزام ب »التوجيهات الدستورية«، التى تحظر إقامة دين دولة أو تقليص شعيرة دينية. وقال البيت الأبيض، إن أهم أولويات المكتب ستكون إشراك الجماعات الدينية فى استعادة الاقتصاد لعافيته وتقليص معدل الفقر، كما سيركز على دعم قضايا النساء والأطفال وحالات حمل المراهقات وخفض عدد عمليات الإجهاض ومساندة الآباء والحث على إقامة حوار بين الأديان حول العالم.