والسفير نبيل فهمى من مواليد نيويورك فى 5 يناير 1951 حاصل على بكالوريوس علوم فى الفيزياء والرياضيات من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وماجستير فى الإدارة من الجامعة الأمريكية، وتولى مهام منصبه كسفير لمصر فى واشنطن فى أكتوبر 1999. وسبق أن تولى منصب سفير مصر فى طوكيو من 1997 إلى 1999، وشغل منصب المستشار السياسى لوزير الخارجية خلال الفترة من 1992 إلى 1997. ترأس فهمى وفد مصر لدى لجنة تسيير عملية السلام عام 1993، كما ترأس الوفد المصرى لمجموعة العمل متعددة الأطراف للأمن الإقليمى وضبط التسلح المنبثقة عن مؤتمر مدريد للسلام فى الشرق الأوسط عام 1991. وانتخب نائباً لرئيس اللجنة الأولى لنزع السلاح والشؤون الأمنية الدولية المنبثقة عن الدورة الرابعة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1986، وعضو المجلس الاستشارى لسكرتير عام الأممالمتحدة لمسائل نزع السلاح (حتى عام 2003)، وتولى رئاسة المجلس عام 2001. مثل راهب بوذى متبتل جبل على الصمت البليغ، يمضغ السفير نبيل فهمى صبر أيامه فى وزارة الخارجية صامتاً متأملاً، يتغلب فهمى على درجات الحرارة المنخفضة فى صالونات وزارة الخارجية العتيقة المخصصة للحفظ والتبريد والتجميد بأقداح الشاى الساخنة غير المحلاة، وتصفح مجموعة ضخمة من الصحف الأجنبية الباردة، كل هنيهة يزفر يتعجل الأيام، يبحث عن أغنية «لعبة الأيام» بصوت وردة على إذاعة الأغانى. السفير نبيل فهمى مركون على الرف منذ نهاية أغسطس الماضى، لا شغلة ولا مشغلة، أقدم سفراء الخارجية من الفئة الممتازة لا يوكل إليه عمل يذكر، حتى اللجنة الرباعية فى شرم الشيخ لم يدع إليها، لم يخصص لسفير مصر العائد من واشنطن بعد 9 سنوات من العمل الشاق موقع يستفاد من خبرته، على الأقل فى غمار التغيير فى واشنطن، نبيل تفرغ للحوارات الصحفية والفضائية، ليس من الأصوات التى يطرب إلى سماعها الوزير أحمد أبوالغيط، نبيل لا يجيد العزف على الأوتار. صاحب تلك السيرة والمواقع الكثيرة عاد من واشنطن قسرا، قبل الانتخابات الأمريكية بأسابيع، لم يمهلوه ولم يمهلوا أنفسهم حتى انتهاء الانتخابات، كان غريباً أن تسحب سفيرك النافذ فى الإدارة الأمريكية أثناء الانتخابات، وتمهل سفيرك فى لندن ثلاثة شهور، يصعب تفسير عودة نبيل فهمى الفجائية، يصعب تفسير استمرار جهاد ماضى فى لندن، له فى ذلك حكم. قبل إعادة نبيل إلى القاهرة تم شغل المناصب المتاحة فى الخارجية عمداً، حتى منصب مساعد الوزير للشؤون الأمريكية تم إسناده للسفيرة شادية فراج العائدة من تونس الشقيق خلفاً للسفير حاتم سيف النصر الذى يخلف جهاد ماضى فى لندن، لا جهاد عاد ولا حاتم سافر ولا شادية استلمت، كله مؤجل إلى ما بعد أعياد الكريسماس. مع كامل الاحترام للسفيرة شادية التخصص مطلوب، كما أن بقاء منصب وكيل وزارة الخارجية شاغراً ومحجوزاً باسم الدكتور أسامة الباز (أطال الله فى عمره) حالة تستلفت الانتباه، نبيل مؤهل للوكالة، مرشح للوزارة، السفارة فى العمارة، لا طال الوزارة ولا السفارة. أنصح السفير نبيل فهمى بأن يلتحق بدروس اليوجا المجانية فى السفارة الهندية، أقلها يزجى وقت فراغه الطويل، ويشرب شاياً أخضر صحياً، اليوجا تعلم الصبر على الإقصاء، لا يحس بلذة اليوجا إلا من يكابدها، فاكر أحمد رمزى فى فيلم «عائلة زيزى» كاد يتذوقها، فلطمته التى هو فى بيتها بالقلم على وجهه.