«فى ألمانيا، نمزح لأن العطلة الشتوية بموسم كرة القدم بالبلاد تنتهى عندما يبدأ الشتاء يدق الأبواب بالفعل ويبدأ تساقط الجليد. بوسعى أن أمزح حول هذا الأمر بكل بساطة، بما أننى أستطيع التعليق على مباريات الدورى الألمانى من داخل الاستوديوهات الدافئة لشبكة «بريميير» التليفزيونية. بينما يواجه الآلاف من المشجعين البرودة القارصة فى الخارج. ولا يختلف الطقس عن كرة القدم من حيث عدم القدرة على التنبؤ به، برغم أن معظم الناس يعتقدون أن أسهل ساحة للتنبوء بنتائج كرة القدم هى فى ألمانيا لأن بايرن ميونيخ يفوز بشكل شبه دائم بلقب البطولة فى النهاية. وآمل أن يتحقق هذا الأمر من جديد هذا الموسم فى آخر عام لى بمنصبى كرئيس لبايرن ميونيخ، حتى وإن كان لى صديق فى هوفنهايم يتمثل فى رئيس النادى ومالكه ديتمار هوب الذى لن أضن عليه بلقب الدورى الألمانى، لأنه استثمر ملايين كثيرة فى ناد قروى والآن، وبرغم الأزمة الاقتصادية العالمية، تمكن من بناء استاد جديد له. وبصرف النظر عما إذا كنت فى اجتماع للاتحاد الأوروبى لكرة القدم أو للاتحاد الدولى للعبة (فيفا)، فأينما ذهبت يسألنى الناس عن هوفنهايم، فقد أصبح الفريق معروفا على مستوى العالم، بسبب تقدمه السريع عبر دورى الدرجة الثالثة ثم الدرجة الثانية ومنها إلى الأولى. والآن، وبفضل فارق الأهداف فاز هوفنهايم بلقب «بطل الشتاء» غير الرسمى بألمانيا متقدما على بايرن ميونيخ. ويلعب هوفنهايم كرة سريعة هجومية حديثة، وأصبح وجه مدرب الفريق رالف رانجنيك، أحد المدربين المعروفين بطموحهم الكبير، بنظارته الطبية وإطارها النيكل إلى جانب لقبه «الأستاذ» رمزا واسع الشهرة. وكل مظاهر التعاطف الجماهيرى دائما ما تذهب بوجهة هوفنهايم. وهذا التعاطف زاد بشكل كبير منذ إصابة مهاجم الفريق الأول فيداد إيبيسيفيتش بتمزق فى أربطة الركبة خلال مباراة استعدادية للفريق بالعطلة الشتوية. وجميعنا فى بايرن نأسف لهذا الأمر حقا. فقد أسعدنا هذا المهاجم البوسنى كثيرا بأهدافه ال18 التى سجلها فى 17 مباراة هذا الموسم. وقد شدد أولى هونيس مدير بايرن ميونيخ على أنه كان يفضل لو أن بايرن ميونيخ أحرز لقب بطولة الدورى الألمانى هذا الموسم متفوقا على فريق هوفنهايم تحت قيادة إيبيسيفيتش. ولكننا أيضا لدينا نجوم يتمتعون بشعبية كبيرة بين الجماهير. ولا يسعنى التفكير هنا سوى فى مهاجمنا الإيطالى لوكا تونى، الذى كثيرا ما يستفيد من العمل الذى يقوم به مهاجمنا الآخر ميروسلاف كلوزه وينطوى على قدر كبير من إنكار الذات. أما عندما أفكر فى نجم خط الوسط فرانك ريبيرى، فلا أجد ما هو أجمل من استلامه للكرة والمرور بها بشكل دائرى بين خصومه ليصنع هدفا أو يسجل هدفا بنفسه. ولا يوجد أى فارق، وإن وجد فهو ضئيل للغاية، بين ريبيرى وبين أى من رونالدينيو أو كاكا أو كريستيانو رونالدو أفضل ثلاثة لاعبين فى العالم فى السنوات الثلاث الأخيرة. حتى وإن كان كل من هؤلاء اللاعبين الثلاثة لديه أسلوب خاص ومختلف عن الآخرين. وبخلاف فرانك ريبيرى، يحظى مدافعنا فيليب لام باهتمام بالغ من الأندية التى مازالت تملك المال. ولكن بصرف النظر عمن يطرق بابنا لطلبه، فنحن لن نسمح برحيله عن النادى، فهو لاعب صغير الحجم يتمتع بقدرات هجومية كبيرة، إنه يلعب بمستوى خاص به وحده. ومن الطبيعى أن يوجد القليل من الأندية الأخرى التى تستطيع منافسة بايرن وهوفنهايم على اللقب. وهذا هو الحال حتى وإن كان شالكه وفيردر بريمن، على سبيل المثال، تفصلهما ثمانى نقاط وتسع نقاط على الترتيب خلف فرسى الصدارة. وبرغم قوائم لاعبيهم القوية، فقد خيبت هذه الأندية الآمال . حيث يبدو فى بريمن أن صانع ألعابه البرازيلى دييجو على وشك الرحيل عن صفوفه. وبدأ باير ليفركوزن، بفريقه اليافع، يتحرك، فالشيلى أرتورو فيدال والبرازيلى ريناتو أوجوستو يلعبان كما لو كانا ترعرعا فى ألمانيا، وإلى جانبهما، يضم الفريق العديد من لاعبى المنتخب الألمانى الشباب وعلى رأسهم رينيه أدلر فى المرمى. وعلى العكس، فبرغم أن الفارق بين هرتا برلين وفرسى الصدارة لا يتعدى النقطتين، فسيكون أمامه مهمة شاقة فى الحفاظ على مركزه خلال النصف الآخر من الموسم، وسيكون نجاحه فى الحفاظ على هذا المركز بمثابة معجزة صغيرة. وبدأ الدورى الألمانى من جديد يضيق الفجوة التى تفصله عن إنجلترا وإسبانيا اللتين يعانى الكثير من أنديتهما من الناحية المالية، ولا يمكن أن نجد كل هذا العدد من شيوخ العرب من حولنا لوضع أموالهم فى أندية كرة القدم. فإذا انسحب الملياردير الروسى رومان أبراموفيتش حقا من نادى تشيلسى اللندنى، فسيرسل هذا الأمر بإشارة مهمة للعديد من الرعاة الرسميين. وآمل أن ينجح فى النهاية أسلوبنا الحازم بعدم إنفاق أموال تفوق دخلنا. وهذا ما يستطيع بايرن ميونيخ أن يثبته فى بطولة دورى أبطال أوروبا.