«إنها امرأة تتمتع بذكاء استثنائى وحزم و أخلاقية مهنية عالية، وتملك القدرة على تعزيز مصالحنا حول العالم، أنا فخور بأنها ستكون وزيرة الخارجية الأمريكية المقبلة».. هكذا وصف الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما، هيلارى رودهام كلينتون بعد أشهر من هزيمتها أمامه فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى التى سادها التوتر. وأكد أوباما أن هيلارى تعد أمريكية ذات مكانة مرموقة جدا، بالإضافة إلى أنها تعرف كثيرين من قادة العالم، مما سيمكنها من كسب احترام فى كل عاصمة. ويعتقد مناصرو هيلارى أن وجودها على رأس الدبلوماسية الأمريكية سيعنى عدة أمور، أهمها إعادة ثقة العالم بالإدارة الأمريكية، وتحويل الصورة السلبية عن بلدها إلى مسار إيجابى. كما أن مؤيديها يعتبرونها شخصية قادرة على إعادة تشكيل العالم سياسياً على نحو متوازن، يبقى المصالح الأمريكية العليا فى مأمن، بالإضافة إلى احترام حقوق الأمم والشعوب الأخرى، وإصلاح ما جلبته الإدارة الأمريكية السابقة من أعداء وخصومات. كانت هيلارى، التى تحتل الآن مقعداً فى مجلس الشيوخ كسيناتور عن ولاية نيويورك، سيدة أمريكا الأولى خلال فترتى رئاسة بيل كلينتون من العام 1993 حتى العام 2001، وتتمتع هيلارى بشخصية قوية، حيث كان يطلق عليها لقب «سيد البيت الأبيض» خلال فترة رئاسة زوجها. وولدت هيلارى عام 1947، لأسرة محافظة فى ولاية إلينوى الأمريكية. وأعربت هيلارى سابقاً عن اعتزازها بالانضمام إلى فريق أوباما، وتعهدت بأن تقوم الولاياتالمتحدة بالتواصل المتجدد مع العالم «سعياً وراء تحقيق أهداف مشتركة أسمى، فضلا عن حماية حرياتها». وترفض هيلارى حرب العراق، حيث قالت إن انهاء الحرب بها تعد أول خطوة لاستعادة الولاياتالمتحدة دورها القيادى فى العالم، إلا أنها مؤيدة لإسرائيل، بقولها فى مؤتمر انتخابى أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية فى الولاياتالمتحدة إنها «ستمحو إيران من الخارطة إذا فكرت فى مهاجمة إسرائيل»، وتعتبر هيلارى «إيران دولة سيئة وتنشر الإرهاب». وفيما يخص حركة المقاومة الإسلامية «حماس» فقد اعلنت هيلارى أكثر من مرة أن واشنطن لن تتفاوض مع حماس ما لم تتخل عن المقاومة المسلحة ضد إسرائيل. ويذكر أن كل المقربين من هيلارى خلال فترة عملها فى مجلس الشيوخ الأمريكى يؤكدون أنها سيدة «حازمة جدا» وستتميز فترة وجودها فى منصب وزيرة الخارجية ب «الجدية والإصرار على النجاح».