حصلت «المصرى اليوم» على مستندات تفيد بوجود مخالفات وتجاوزات ائتمانية تورط فيها بنك التعمير والإسكان، فرع الشروق، وشركة المؤسسة العالمية للتوريدات والتجارة، بخصوص قروض السلع المعمرة التى وفرها البنك لمعرض خاص أقامته الشركة عام 2005 لموظفى مستشفى حميات إمبابة بموافقة وزارة الصحة، فيما أكد البنك فى رد مكتوب ل«المصرى اليوم» عدم مسؤوليته عن الواقعة. وعلمت «المصرى اليوم» أن محافظ البنك المركزى الدكتور فاروق العقدة، كلف إدارة الرقابة على البنوك بالتحقيق فى الواقعة بعد أن أرسلت إدارة المستشفى خطابًا إليه قالت فيه: «إن بنك التعمير والإسكان يطالب 14 موظفًا بسداد أقساط منذ أول أغسطس الماضى نظير سلع معمرة لم يتسلموها من الشركة الموردة». وأضاف خطاب المستشفى إلى محافظ المركزى أن «بنك التعمير والإسكان، فرع الشروق، قام بتزوير بعض الأقساط المطلوب سدادها من الموظفين الذين تسلموا السلع، وعددهم 7 موظفين، دون أن يخطر المستشفى ودون حصولهم على بضاعة جديدة». وأرسلت إدارة المستشفى خطابًا مماثلاً إلى الرقابة الإدارية تطالبها بالتحقيق مع مسؤولى البنك، بسبب تقديمه تسهيلات ائتمانية للشركة الموردة دون التأكد من صحة توقيعات الموظفين بتسلمهم السلع أو طلبات الاقتراض، على حد قول الدكتور فتحى شبانة، مدير مستشفى حميات إمبابة. وأضاف شبانة أن المستندات التى لديهم تؤكد موافقة بنك التعمير والإسكان، فرع الشروق، على صرف قروض للشركة الموردة بأسماء الموظفين الذين لم يتسلموا السلع ولم يوقعوا على إيصالات تسلم. وأكد شبانة أن إدارة المستشفى لم تتلق على مدار السنوات الثلاث الماضية ما يفيد بوجود مديونية للبنك على الموظفين، وكانت المفاجأة عندما تلقى الموظفون الضامنون وغيرهم إخطارات بوجود قروض بأسمائهم من بنك التعمير حصلت عليها الشركة الموردة. كما فوجئ موظفو المستشفى بمضاعفة قيمة الأقساط رغم عدم تسلمهم أى سلع أخرى وهو ما يجرى بحثه حاليًا مع مسؤولى البنك المركزى. تابع: إن الموظفين وإدارة المستشفى عندما تلقوا إخطارات البنك بالتأخير والقروض الأخرى «غير المعروفة» توجهوا إلى مقر البنك فى فرع الشروق، حيث أكد مديره أنه تولى إدارة الفرع حديثًا ويجرى حاليًا عمليات مراجعة للقروض، مما أدى إلى الكشف عن منح قروض بأوراق مشكوك فى صحتها، فضلاً عن قروض أخرى كانت أقساطها تسدد بقيمة تقل عن القيمة المتفق عليها فى التعاقد بين الشركة والبنك والعملاء. توجهت «المصرى اليوم» إلى عربى فراج، مندوب مبيعات الشركة الموردة والشريك فى رأسمالها بالتضامن مع مديرها حسين محمد خطاب، عندما سألناه عن الواقعة أكد أن هناك تلاعبًا من موظفى بنك التعمير والإسكان. وكشف عن أن مندوب الاستعلام المتسبب فى الأزمة تم نقله مؤخرًا من فرع الشروق إلى فرع آخر، موضحًا أن حسين خطاب مدير الشركة تسلم المبالغ من البنك وهو الذى يتولى التعامل مع موظفى البنك. من جانبه أكد بنك الإسكان والتعمير فى رده عدم مسؤوليته عن الواقعة المذكورة، مشيرًا إلى أن البنك يتخذ جميع الإجراءات القانونية والائتمانية وتتمثل فى الحصول على تمويل موقع من العميل والضامن ومعتمد من جهة العمل ومختوم بخاتم شعار الجمهورية. بالإضافة إلى الحصول على تفويض من العملاء بصرف قيمة السلع إلى مندوب الشركة مباشرة، وقد تم إجراء الاستعلام عن جميع العملاء وضامنيهم. وأفاد البنك أن عدد العاملين بمستشفى حميات إمبابة الحاصلين على تمويل من المصرف لشراء سلع معمرة يبلغ 111 عميلاً تتم موافاة البنك بالأقساط المستحقة عليهم باستثناء العملاء مقدمى الشكوى. وشدد البنك على أنه تم إخطار جهة العمل باسماء المتأخرين عن السداد متضمنة أسماء العملاء مقدمى الشكوى أكثر من مرة، وكذلك إرسال مصادقات للعاملين إلا أن إدارة المستشفى رفضت الاستلام وأعادتها للفرع بدعوى عدم «إزعاج العاملين». وأضاف البنك فى رده أنه بدراسة موضوع الشكوى تبين عدم تسلم الشاكين للسلع الخاصة بهم لأسباب تعود إلى الشركة دون ثمة علاقة للبنك، ومع ذلك تم الاتفاق مع الشركة على سداد القروض أو تسليم السلع.
