الحقيقة غير المعلنة للحرب على غزة، كما تناولتها إحدى المجلات الأمريكية، هى تعداد سكان إسرائيل، فعدد سكان إسرائيل الأصليين هو 5.4 مليون نسمة، إضافة إلى 2 مليون نسمة يحملون الجنسية، أى تعدادهم 7.4 مليون نسمة، وبالنظر إلى قطاع غزة -ويقطنه 1.5 مليون نسمة، وكذلك الضفة، وهو عدد كبير غير معلن، غير الفلسطينيين المقيمين فى الخارج- فمؤكد سيفوق عدد الفلسطينيين عدد الإسرائيليين آجلاً أم عاجلاً!، وذلك ما اعتبرته إسرائيل تهديداً لأمنها القومى لأنها ستصبح أقلية داخل وطنها الذى ليس من حقها! وقد كشف مركز (جلوبال) الأمريكى لأبحاث العولمة عن وجود علاقة مباشرة بين الغزو العسكرى الإسرائيلى لقطاع غزة، ورغبة إسرائيل فى السيطرة على الاحتياطى الاستراتيجى من حقول الغاز البحرية فى القطاع. وذكر التقرير الذى أعده ميشيل شوسودفسكى أن (حرب الاستيلاء) على هذا المخزون بدأت منذ اكتشاف شركة (بريتش جاز) البريطانية وشريكتها (العالمية للمقاولين المتحدين) ومقرها اليونان، وتملكها عائلتا الصباغ وكورى اللبنانيتان، أن هناك احتياطياً هائلاً من آبار الغاز على سواحل غزة عام 2000، وكانت الشركتان قد وقعتا اتفاقية امتياز مع السلطة الفلسطينية لمدة 25 سنة منذ 1999 لاستكشاف آبار النفط أو الغاز حسبما جاء فى النشرة الاقتصادية للشرق الأوسط فى يناير 2001، وبموجب هذا الاتفاق تم توزيع حصة كل منهما فى حقول الغاز بنسبة 60٪ ل(بريتش جاز) و30٪ ل«المقاولين المتحدين» وأخيراً 10٪ للسلطة الفلسطينية، وفقاً لما ذكرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية فى أكتوبر 2007، وبموجب الامتياز الممنوح للشركة البريطانية، بدأت فى المسح الكامل للسواحل البحرية لقطاع غزة، الذى تجاوز العديد من منشآت الغاز على السواحل الإسرائيلية، حيث اكتشفت الشركة بئرين للغاز فى غزة عام 2000 تم تسميتهما «غزة البحرى 1» و«غزة البحرى 2» بهما احتياطى من الغاز يقدر بحوالى 1.4 تريليون متر مكعب، وتقدر قيمته تقريباً بأربعة بلايين دولار، وفقاً لما أعلنته الشركة البريطانية. علينا أن ندرك المصلحة المشتركة غير المعلنة المتعلقة بشركات الأسلحة، فترسل أمريكا سلاحاً لم تستخدمه من قبل -محرماً أو غير محرم- لتجربته على أهالى غزة، وأن الغرض من الهجوم الشرس على مصر إحداث انشقاق فى وحدة الصف العربى، الذى هو منشق أصلاً لكى لا تدان هذه الدول أمام شعوبها فتلفت الأنظار إلى مصر، ويتطاول عليها الصغير والكبير، ولكن الشجرة المثمرة تُقذف دائماً بالطوب.. ونحن لا نهتم، فهؤلاء لا يعرفون من معنى الحرب سوى الكلمة فقط! أما إسرائيل فكعادتها دائماً تريد أن تعود فى مفاوضاتها إلى نقطة البداية وهى الصفر.. والمفاوضات مع سوريا لم تبدأ بعد، فمن المستحيل أن تجلو إسرائيل عن هضبة الجولان بسهولة! ومن أهدافها إحضار مراقبين دوليين لإحراج مصر، ربما يكون هناك معبر واحد مرئى، ولكن ما خفى هو الأهم، وأخيراً.. وعن إحداث حالة فوضى فى مصرنا الغالية فنحن لا نمنع أحداً ولا نقول لا تعبر عن رأيك.. ولكن لا تنس وطنك الأم.. والسؤال: هل كل من يتظاهر فى حب فلسطين ليس له هدف آخر؟! محمد حسن جلال - دمياط