انفردت «المصرى اليوم» بنشر تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات عن الأداء المالى لمدينة الإنتاج الإعلامى خلال النصف الأول من عام 2008 والذى ذكر العديد من الانتقادات للأداء المالى للمدينة. «المصرى اليوم» واجهت سيد حلمى، رئيس المدينة، بملاحظات التقرير، كما تحدثت معه عن ملامح خطة الإنتاج الدرامى لعام 2009، ونشاط الاستديوهات، وعلاقة المدينة ببعض العملاء، ومنحها تسهيلات للبعض تجعلها عرضة لمخاطر عدم السداد. ■ نبدأ بخطة الإنتاج الدرامى الجديدة، لماذا تركز المدينة دائماً على الكم بشكل أكبر من تركيزها على الكيف ومستوى كل عمل؟ - لن أتحدث عن الأعوام السابقة ولكنى أؤكد لك أن خطة 2009 سوف تركز بشكل أساسى على الكيف حتى لو أنتجنا كماً قليلاً من الأعمال، لأن معايير السوق تغيرت ولم يعد الطلب كما كان من قبل، فهناك منافسون، والأفضل أن ننتج عدداً قليلاً من الأعمال، ويكفى أن أقول لك إننا لم نستقر إلى الآن سوى على 7 أعمال عادية فقط و3 مسلسلات ست كوم. ■ وهل يعنى هذا أنكم لن تضيفوا للخطة أعمالاً أخرى؟ - لا طبعاً، نحن خطتنا مرنة بحيث يمكن الإضافة اليها لو تطلب الأمر، لكننا لن ننتج عدد الأعمال التى كنا ننتجها كل عام، بل سنركز على تجويد العدد القليل من الأعمال التى سننفذها، وسنبدأ يوم 20 يناير تصوير «مداح القمر» مع المخرج مجدى أحمد على وقد تحدد التاريخ بعدما تعاقدنا مع محمد نجاتى على بطولة العمل، والموقف نفسه بالنسبة لمسلسل «حورية من المدبح» الذى يبدأه المخرج أحمد صقر أول فبراير بعدما اتفقنا مع إلهام شاهين على بطولته، وهو إنتاج مشترك بالمناصفة مع المنتج هشام إسماعيل، وخلال فبراير أيضاً سنبدأ تصوير «ابن موت» للمؤلف مجدى صابر والمخرج سمير سيف، و«الوتر المشدود» للمخرج خالد بهجت وبطولة آثار الحكيم، وخلال مارس وأبريل نصور 3 مسلسلات هى «هارمونيا» تأليف فتحى دياب وإخراج هانى إسماعيل و«زهرة والعفاريت» تأليف محمد حلمى هلال وجار البحث عن مخرج له، والعمل الثالث من تأليف محسن الجلاد ويخرجه محمد فاضل بالإضافة ل 3 أعمال ست كوم. ■ هناك أعمال تعاقدت عليها المدينة منذ 5 سنوات مع مؤلفين كبار ودفعت عرابينها ولم تنفذ إلى الآن، فهل ستدرج فى خطة 2009؟ - ليس كلها، ولكن ما يصلح منها فقط، على سبيل المثال مسلسل «همس الجذور» للمؤلف يسرى الجندى سوف ننفذه هذا العام ولكن فى توقيت متأخر وقد لا يلحق برمضان، فى حين أن أعمالاً أخرى لن ننفذها لعدم صلاحيتها، ومنها مثلاً مسلسل كتبه وحيد حامد عن عبدالحليم حافظ، وطبعاً ليست هناك قاعدة ثابتة ننفذها على كل الأعمال التى لن ننفذها، فبعضها نتفاوض مع أصحابها لكتابة أعمال أخرى بديلة وبعضها سيتم إعدامها باعتبارها ديوناً معدومة لسقوط الحق القانونى للمدينة فى المطالبة بعرابينها. ■ ولماذا وضعت المدينة نفسها فى هذا الموقف من الأساس؟ - كل جهة إنتاج تعرف تماماً أن هناك نسبة مخاطرة فى تعاقداتها، حتى الشركات الخاصة، وإعدام بعض الديون ليس من اختراعنا ولكن له أسس محاسبية ومستندية، والعبرة فى تقليص ذلك قدر المستطاع والاستفادة من أخطاء الماضى. ■ نشاط بناء وتأجير الاستديوهات – برغم أهميته – إلا أنه لا يحظى بنفس اهتمامكم فى الإنتاج الدرامى، لماذا؟ - بالعكس نحن نوليه اهتماماً كبيراً لكن الصحف ووسائل الإعلام تسلط أضواءها نحو المسلسلات بشكل أكبر ربما لبريقها وعمل النجوم بها، واتفق معك أن قطاع الاستديوهات فى غاية الأهمية لأن المحطات المستأجرة تشغل عمالة مصرية وهذا يحسب للمدينة، وفى أواخر 2005 كان عدد الاستديوهات 29 فقط وعملنا 36 ستديو فى 3 سنوات ليصل عددها إلى 65 ستديو أجرناها بالكامل، وسلمنا منها 28 ستديو وباق 8 سوف نسلمها فى فبراير ومارس وأبريل، بعدها نبدأ الخطة الجديدة للاستديوهات والتى تهدف لرفع عددها إلى 74 ستديو. ■ رغم أرباح المدينة الموثقة بالمستندات فإن تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات يرصد أخطاء عديدة، ما السبب؟ - لأن مراجعى الجهاز المركزى للمحاسبات يقيمون الأداء المالى لفترة محددة فى حين أن طبيعة عملنا تتطلب الأخذ فى الاعتبار أن هناك مستحقات ستصلنا لاحقاً، كما أننا لدينا مرونة فى سياسات البيع بمعنى أننا قد نتعاقد مع أحد العملاء على بيع 100 مسلسل ثم نجد أن إمكانياته المادية الحالية تسمح بشراء 50 مسلسلاً فقط، فنعطيه ال 50 مسلسلاً ونؤجل الباقى لحين تيسره مالياً وهكذا، وأحب أن أوضح أن أرباح المدينة فى نهاية سبتمبر الماضى كانت 64 مليون جنيه، وخلال الفترة نفسها من العام قبل الماضى كانت أرباحنا 38 مليون أى أن هناك زيادة نسبتها 67%. ■ لماذا تبيعون الحلقة ب 700 دولار لشركة يونايتد جروب رغم أنها تعرضها على شاشات ال art التى تشترى الحلقة ب 1800 دولار؟ - العبرة هنا بتاريخ الصنع، ونحن نبيع الحلقة ب 1800 دولار إذا كان العمل من إنتاج نفس العام أما إذا كان من إنتاج سنوات سابقة فنضطر لخفض السعر، لأن هذا العمل نكون قد بعناه لأكثر من محطة من قبل، وكلما مرت عليه سنوات كلما انخفض سعره وإلا فلن نستطيع أن نبيعه. ■ لماذا تأخرتم فى تحصيل عائد بيع مسلسل «راجل وست ستات» والتى بلغت 2 مليون و641 ألفاً؟ - هذا ذكره التقرير الذى أعده الجهاز المركزى للمحاسبات عن فترة قديمة انتهت فى يونيو 2008، لكننا الآن قد حصلنا كل مستحقاتنا، وعموماً هذا أسلوب السوق ويجب أن نتحمل عملاءنا حين يتأخروا فى السداد وإلا فلن يشتروا منا وسيذهبون لمن ينافسنا. ■ لكم مستحقات طرف المحطات العربية تبلغ 28 مليوناً و547 ألفاً، لماذا لم تحصل إلى الآن؟ - لنفس السبب الذى ذكرته سالفاً وهو أننا نتعامل بمرونة مع عملائنا حتى لا نخسرهم، وقد وصلتنا مؤخراً تحويلات من تليفزيون الكويت وحده تصل إلى مليون دولار، ولدينا مستحقات أخرى لدى تليفزيونات السعودية وقطر والبحرين وسوريا واليمن وسلطنة عمان، وكلها جهات حكومية روتينية، لذا نصبر عليهم حفاظاً على العلاقات وهم يعتبرون هذا تسهيلات وميزة تنافسية تتمتع بها مدينة الإنتاج الإعلامى. ■ لكن تسهيلات السداد قد تأتى على حساب حقوق المدينة، وهذا التأخير فى السداد قد يسبب مشكلة فى السيولة؟ - هذا صحيح لكن لا تنسى أننا نتعامل فى سوق مفتوحة، ولو ضيقنا الخناق عليهم وطالبناهم بتحديد تواريخ محددة للسداد قد يذهبون لمنافس آخر كما ذكرت، وهم غالباً يتفقون على سداد الباقى بعد العرض، لكنهم لا يحددون تاريخاً محدداً وهذا يتسبب فى تأخرهم. ■ التقرير ذكر أن هناك طاقات معطلة فى الأصول الثابتة فلماذا لا تستغل تلك الأصول؟ - هذا يحتاج إلى توضيح، فالتقرير يقصد بعض الأصول، وهذه الأصول لا يمكن تدويرها لتحصيل عائد منها، ومنها مثلاً مسرح الماجيك لاند الذى نعمل فيه حفلات فى المناسبات والأعياد لكنه ليس له إيراد خاص، ويعتبر عنصراً مساعداً فى إيراد الماجيك لاند ككل، والأمر نفسه ينطبق على مكتبة الأطفال، ولو فرضنا لها رسوماً مستقلة فلن يدخلها أحد.