«أكذوبة كبرى».. بهذا التعبير وصف الشاعر والكاتب الصحفى الكبير فاروق جويدة، السلام العربى الإسرائيلى، الذى اعتقد البعض أنه أصبح حقيقة. وقال جويدة فى الأمسية الشعرية، التى نظمتها نقابة الأطباء أمس الأول إن ما نراه فى غزة حالياً سيختزن فى عقل الأجيال الحالية، التى تصورنا ولو للحظة، أنها حظيت بالسلام العادل والاستقرار فى هذه المنطقة من العالم، مشيراً إلى أن الأحداث الحالية سوف توضح لهم وللعالم كله أشياء كثيرة. وأضاف: منذ توقيع مصر معاهدة «كامب ديفيد» فى السبعينيات ونحن لا نتحدث إلا عن السلام، حتى تصورنا لزمن ما أن السلام أصبح حقيقة وأن كل شىء انتهى، وعلى شعوب المنطقة أن تنعم بشىء من الحياة الكريمة بكل ما فيها من حرية، مستطرداً: لكن الواضح الآن مما يحدث أنه سيكون عبر كل عاصمة عربية «مشنقة» فى إشارة إلى إعدام الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، وأن السلام الذى توهمه البعض فى يوم من الأيام لم يكن إلا أكذوبة كبرى أمام مجتمع نازى حمل كل أحقاد السنين، وجاء ليفرغها فى شعب مغتصبة أرضه وتاريخه وكل شيء لديه. وأوضح جويدة أنه مع كل ما يحدث علينا أن نفكر جميعاً، ونتذكر من جديد كل ما حدث فى دير ياسين وبحر البقر وبورسعيد وصابرا وشاتيلا، ونكون قادرين على أن نحمى أوطاننا التى تهددها إسرائيل من الخليج للمحيط، ولا نصدق أكذوبة السلام العربى الإسرائيلى مرة أخرى.